لشهر رمضان نكهته الخاصة والمميزة في أنحاء العالم الإسلامي ،وخلال عدة أعوام مضت ، أمتزجت هذه النكهة برائحة البارود في عدد من الأقطار الإسلامية ،وأخص بالذكر اليمن السعيد ، حيث تحول مدفع رمضان الذي كان ينتظره الصائمون بشوق ،و يرقبه الأطفال بفرح ،إلى مصدر خوف ورعب ،تخترق شظاياه أجسادهم فتفطر الأرض بدمائهم قبل أن يفطروا، ويسرق إبتسامات الأطفال الذين كانوا يستعجلون سماع دويّه فيصيحون : دفعْ دفعْ يا علي حمود..
وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نقول :
عُذْراً رمضانْ
.................
إنْ كانَ في باقي الشهــور عنائـي
فَبِطِيْـبِ قُرْبك ، فرْحتـي و هنـائي
و إذا سئمنا في سـواك من الدُجى
و تلبّـدتْ بالمحـــْزناتِ ســمائــي
لا لنْ يُحاصرني القنوطُ ،و أنت منْ
ستظـلّ فيكَ سـعادتي و ضـيائـي
أقْبلْـتَ يا رمضـان تعْبــُقُ بالمـنى
فخرجتُ أنْشــُدُ من ســناكَ منائي
و إلى رحــابكَ قـدْ أتيــْتُ مُهَرْولاً
و جلسْتُ في ركْـنٍ على اسْتِحـْياءِ
معَ أنّنــي،لا ذنْبَ لي فيــما جرى
يا ضَيْفــنا ، من مِحْنَــةٍ و دمـــاءِ
لكنّـنــي في كلِّ عــامٍ، أحـْتــفي
بِقُــدومــكَ الميْمــــون دونَ بلاءِ
فأتيــْتَ هذا العـام صـــوب بلادنا
و النار في الأحـــْياءِ و الأجـْـــواءِ
وضـــعٌ أراهُ لايلـيــــقُ بِقُطـــرِنا
و لهــذهِ الأســــباب كان حـيائـي
رمضـانُ ما هذا الذي يجـري هـُنا؟
أشـــقاوة ٌ! أمْ فتـــنةُ الدهــماءِ؟
أمْ إنّها الأرواح تشْـــكــو عـلـّـةً؟
معَ أنّ في القـــرآنِ خــــير دواءِ!
وبقائها،يُبكـي الصـــديـق لعلــمِهِ
إن الصــراعَ صــناعـةُ الأعــــداءِ
مالي ســلاحٌ في شدائدنا ســوى
صبري على المكــروهِ، ثمّ دعائـي
أدعــوكَ يا رحمن ، تكشـف كرْبـنا
يا فالـق الأصـــباح ، أنـتَ رجائـي
*******
محمد أحمد الدِّيَم