الثلاثاء، 23 مايو 2017

عُذراً رمضان



لشهر رمضان نكهته الخاصة والمميزة في أنحاء العالم الإسلامي ،وخلال عدة أعوام مضت ، أمتزجت هذه النكهة برائحة البارود في عدد من الأقطار الإسلامية ،وأخص بالذكر اليمن السعيد ، حيث تحول مدفع رمضان الذي كان ينتظره الصائمون بشوق ،و يرقبه الأطفال بفرح ،إلى مصدر خوف ورعب ،تخترق شظاياه أجسادهم فتفطر الأرض بدمائهم قبل أن يفطروا، ويسرق إبتسامات الأطفال الذين كانوا يستعجلون سماع دويّه فيصيحون : دفعْ دفعْ يا علي حمود.. 
وبهذه المناسبة لا يسعنا إلا أن نقول :

عُذْراً رمضانْ
.................

إنْ كانَ في باقي الشهــور عنائـي
فَبِطِيْـبِ قُرْبك ، فرْحتـي و هنـائي

و إذا سئمنا في سـواك من الدُجى
و تلبّـدتْ بالمحـــْزناتِ ســمائــي

لا لنْ يُحاصرني القنوطُ ،و أنت منْ
ستظـلّ فيكَ سـعادتي و ضـيائـي

أقْبلْـتَ يا رمضـان تعْبــُقُ بالمـنى
فخرجتُ أنْشــُدُ من ســناكَ منائي

و إلى رحــابكَ قـدْ أتيــْتُ مُهَرْولاً
و جلسْتُ في ركْـنٍ على اسْتِحـْياءِ

معَ أنّنــي،لا ذنْبَ لي فيــما جرى
يا ضَيْفــنا ، من مِحْنَــةٍ و دمـــاءِ

لكنّـنــي في كلِّ عــامٍ، أحـْتــفي 
بِقُــدومــكَ الميْمــــون دونَ بلاءِ

فأتيــْتَ هذا العـام صـــوب بلادنا
و النار في الأحـــْياءِ و الأجـْـــواءِ

وضـــعٌ أراهُ لايلـيــــقُ بِقُطـــرِنا
و لهــذهِ الأســــباب كان حـيائـي

رمضـانُ ما هذا الذي يجـري هـُنا؟
أشـــقاوة ٌ! أمْ فتـــنةُ الدهــماءِ؟

أمْ إنّها الأرواح تشْـــكــو عـلـّـةً؟
معَ أنّ في القـــرآنِ خــــير دواءِ!

وبقائها،يُبكـي الصـــديـق لعلــمِهِ
إن الصــراعَ صــناعـةُ الأعــــداءِ

مالي ســلاحٌ في شدائدنا ســوى
صبري على المكــروهِ، ثمّ دعائـي

أدعــوكَ يا رحمن ، تكشـف كرْبـنا
يا فالـق الأصـــباح ، أنـتَ رجائـي

*******
 محمد أحمد الدِّيَم

الأربعاء، 17 مايو 2017

إنكماش الأمنيات


إنكماش الأمنيات
………

مالِلــمــَدَافِــعِ كُــلّ يَــومٍ تــَزْأرُ
والعُنْــفُ فِي أقــْطَارِنا يَتــَجَذّرُ ؟!

أوَقَدْ أتَى يَبْــغِي حَضَــارَتَنا ومِنْ
سِـلْمِيّةِ الشــّعْبِ المُسَــالِم يَثْــأرُ !

يَلْهُــو بِأشــــْلاءِ الضّــحَايَا تــَائِهًا
بَلْ إنّــهُ بِــدِمَائِــهم يَتَعَــــطــّرُ

نَارُ الحُــرُوبِ تَأجّــجَتْ وتَمــَدّدتْ
والسّــلْمُ فِي ظــِلّ الوَغَى يَتَبَــخّرُ

مِنْ حِينها أضْحى الشّــقَاءُ رَفِيْقــَنا
فإذا اقْــتَربْنا صَـوْبَ أمــْنٍ يَنْــفِرُ !

فِي الحَرْبِ يَنْكمِشُ التّطَلّعُ والمُنى
ومَدى الطّمُــوح بأُفقِــنا مُتَــكدِّرُ

 وعَلى نَسِــيْجِ الودّ هَا نَحْنُ نَرى
خَــرْقَ القَطِيــعَة ؛ِوالتّدَابُر يَكْبَــرُ !

حَتّى المَحــَبّةُ كَــمْ تَقَلّـصَ حَجْمُها !
وغَدَا التّسَــــامُحُ في رُبَانا يَضْــمُرُ

بِغــِيَابِ عَبْــلَةَ كُلّ حُــبٍّ خَافِــتٌ
ولِذَا تَوحّــشَ فِي الحَكَايا عَنْتَــرُ

أيْنَ الضــّمَائِر يا أخِــي أوَمَا تَرَى
 رُوْحَ البــَرَاءةِ كُلّ يَومٍ تُنْحــــرُ؟!

أتَرَى الضــّمَائرَ لاقِياتٍ حَتْفَــها ؟؟
أمْ أنّ قَلْــبَ زَمَانــِنا مُتَحَــجّــرُ !

إنّي أرَى جُـــرْحَ العُــرُوبةِ نَازِفًــا
وجَبِــيْنهَا بالمُخْــزِيَاتِ مُعَــفّــرُ !

أسَــفِي عَلى الجَسَدِ السّقِيمِ لأنّهُ
فِي كُلّ حِيْن ؛ٍ مِنهُ عُضــْوٌ يُبْتَــرُ!

فِي عَالــَمِ الدّوْلَارِ تُذْبَــحُ أمّــةٌ
وبِجَهــْلِهِ كــَمْ مِنْ فتًى يَتَفَــجــّرُ!

بالعلمِ تزْدهــرُ الشــّعوبُ وتَرْتَقِي
لكنــّها بالجَــهْلِ دوْمًا تَصــْغــرُ

تُعْطِيكَ أعــْوادُ الثّــقابِ شَــرَارةً
 لكِنّها مَهْما ارْتــَوَتْ لا تُزْهــِرُ !

***
الكامل
محمد أحمد الدِّيَم
٢٠١٧/٥/٧م
http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?p=1663894#post1663894

الأحد، 7 مايو 2017

إرْتياعُ المآذِن


إرتياعُ المَآذِن
…………… 

لا تَسْتَحِثّي بِالدّمُوعِ مَدَامِعِي

بَلْ لا تثِيْرِي.. 

 بِالبُكَاءِ مَوَاجِعِي

فالدّمْعُ يَطْلِقُهُ النّشَيْجُ إذَا تَعَثّرَ فِي دروبِ مَسَامِعِي

فَلَكَمْ عَجزْتُ حَبِيْبَتِي.. 

عَن حَبْس دَمْعِي كُلّمَا

  شَعَرَ الفُؤَادُ بِنَبْضِكِ المُتَسَارِعِ

يَا مَنْ دَخَلْتِ مَحَافلَ التّارِيخِ مِنْ بَابِ المُلُوكِ الوَاسِعِ

رَدّتْ وَدَمْع العَيْنِ يَغْسِلُ وَجْهَها :

قَدْ كَانَ لِي مَاضٍ عَرِيقٌ

صَارَ مَذْبُوحًا بِحدِّ مُضَارِعِي

أوَمَا تَرَى تِلْكَ الدّمَاءَ

تَخُطُّ قِصّتنا الأليْمَة فِي جِبَاهِ شَوَارِعي

بَلْ مَا تَزَال تَخُطّها..

وَتَعِيدها ..

فِي كُلّ فَاجِعَةٍ بِلَونٍ فَاقِعِ

إسْمَعْ لِجَلْجَلَةِ المَدَافِعِ والقَذَائِفِ كِيفَ تَلْهُو ها هُنا

وبِوَقعِها

ذَوَتِ البَرَاءَةُ وانْثَنتْ

أمّا الكُهُولَةُ فانْحَنتْ

وجَثَتْ بِقعْرِ الخَوفِ هَامِدَةً 

هنا ؛ خلف السّلام الرّاكِعِ

أوَما ترى روْعًا يهزُّ مَآذِنِي وصَوَامِعِي

مَعَ كُلّ قَعْقَعَةٍ تَفِزّ كَطِفلَةٍ

فَأَهبّ أحْضِنُها وأمْسَح رَأسَها بِأصَابِعِي

فِإذَا اسْتَكَانَتْ لَحْظَةً

 شَرَعَتْ بِنَجْوَاها فَتَلْهَج بِالدّعَاءِ

بِالِابْتَهالِ تَدُقّ أبْوَابَ السّمَاءْ

وتَعِيشُ سَاعَاتٍ تَلُوذُ بِرَبّها

بِيْنَ المَخَافَةِ والرّجَاءْ

تَرْجُو صَبَاحًا مُشرِقًا

يَمْحو دياجيِها بنورٍ ساطعِ

يا رَبّ حَقِقْ سُؤلَها ورجَاءَها

مَلَكَ السُّّهادُ وسَائِدي ومَضَاجِعِي
***
الكامل

محمد أحمد الدِّيَم 
٢٠١٧/٥/٣م

http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?p=1662128#post1662128