أهلًا رمضان
***
تَمْضِي الشُّهورُ فَكَمْ هِلَالٍ هَلَّا
وَكَمَا أَهَلَّ عَنِ الخَلَائِقِ وَلَّى
إلَّا هِلَالَكَ مَا تَجَلَّى زَاْهِيًـا
إلَّا بِأَفْئِدَةِ الْعِبَادِ تَدَلَّى
يَسْتَبْشِرُوْنَ إِذَا هَمَتْ أَنْوَارُهُ
لِيَنَالُوْا مِنْ فَيْضِ الَّآلِئِ كُحْلَا
وَيُحَضِّرُوْنَ جَوَانِحًا قَدْ أُبْهِجَتْ
لِِتَحُطَّ فِيْ الْمُهَجِ الرَّوَاْئِمِ رَحْلَا
أَرْوَاحُنَا مِنْ بِِشْرِهِمْ بِكَ رَحَّبُوْا
" مِلْيَارَ أَهْلًا بِالْكَرِيْمِ وَسَهْلَا "
يَا مَرْحَبًا بِكَ فَاضِلًا فِقْتَ الشُّهُوْرَ
مَكَارِمًا أبَدَ الزَّمَانِ وَفَضْلَا
فَلَأَنْتَ تَسْكُبُ فِيْ النُّفُوْسِ فُتُوَّةً
وَمَحَبَّةً تُحْيِيْ الْقُلُوْبَ وَنُبْلَا
وَلَطَاْلَمَا أَذْهَبْتَ عَنْ أَذْهَاْنِنَا
وَمَحَيْتَ بِالذِّكْرِ الْمُنَزَّلِ جَهْلَ
فَرَوَيْتَ رُوْحًا لِلْهِدَايَةِ ظَاْمِئًا
وَأَنَرْتَ بِالنُّوْرِ الْمُنَوِّرِ عَقْلَا
وَصَقَلْتَ أَفْئِدَةً يُكَدِّرُهَا الصَّدَى
حَتَّى غَدَتْ مِنْ صَفْوِهَا تَتَلَأْلَا
مَا شَابَ رُوْحِي فِيْ شُهُوْرٍ أَدْبَرَتْ
إلَّاْ وَيَغْدُوْ فِيْ جَنَابِكَ طِفْلَا
وَإِذَا الْأَوَاصِرُ فِيْ سِوَاْكَ تَقَطَّعَتْ
فَلَأَنْتَ تَجْمَعُ بِالتَّسَامُحِ شَمْلَا
فَلَكَمْ أَلَنْتَ بِمَا اتَّصَفْتَ طَبَائِعًا
وَأَزَلْتَ شُحًّا فِيْ الْنُفُوْسِ وَغِلَّا
فِيْكَ المُنِيبُ يَؤُمُّ أَبْوَابَ السَّمَا
مَدَّ الدُّعَاءَ إلى المُهِيْمنِ حَبْلَا
هَجَرَ الْمَنَامَ لِعِلْمِهِ أَنَّ الدُّعَا
وَالْقُرْبَ مِنْ رَبِّ الْخَلَائِقِ أَوْلَى
يَحْلُوْ الْقِيَامُ لِمُؤْمِنٍ مُتَبَتِّلٍ
ذَاقَ الْعِبَادَةَ فِي رِحَابِكَ أَحْلَى
فَمَضَى يُضَاعِفُ مِنْ تَعَبُّدِهِ عَسَى
يَحْظَى بِقُرْبٍ لِلْإلَهِ وَوَصْلَا
صَلَّى بِحَضْرَتِكَ الْعِبَادُ فَحَتَّمَا
مَنْ لَا يُصَلّي فِيْ الْخَوَالِيَ صَلَّى
صَلَوَاتُ رَبِّيْ مَا الْخَلَائِقُ سَبَّحُوْا
وَاسْتَغْفَرُوْا بَعْدَ الْغُرُوْبِ وَقَبْلَا
طُوْلَ الْمَدَى تَغْشَى الْحَبِيْبَ وَآلَهِ
وَصَحَابَةً مَلَؤوْا الْبَسِيْطَةَ عَدْلَا
***
محمد أحمد الدِّيَم
٣ رمضان ١٤٤٣هـ