إلّا أَنْتِ
***
تَمْضِي سِنُونٌ بِالأنَامِ وتَأْتِي
وبَقَيْتِ فِي دَارِ المَنِيَّةِ أنْتِ
مَازِلْتِ في دُنْيَا الخٕطُوْبِ صَبِيَّةً
يَا مَنْ بِأكْنَافِ الوُدَادِ نَشَأْتِ
في الودِّ لا تَذْوِيْ الجِنَانُ فَكُلَّمَا
جَفَّ النَّدَى مِنْ غَيْمِنَا أزْهَرْتِ
فلأنتِ زَهْرٌ فِي الشِّتَاءِ مُدَلّهٌ
فَإذَا أتَى فَصْلُ الرَّبِيْعِ ضَحِكْتِ
كَمْ مُغْرَمٍ بِكِ بَثَّ مَا فِي قَلْبهُ
نَثْرًا وَشِعْرًا رَائِعًا فَصَمَتِّ
حَتّى إذَا كَتَمَ المُحِبُّ غَرَامَهُ
مُتحَفِّظًا بَيْنَ الشَّوَانِئِ بُحْتِ
إنّي أَحِبُّكِ مُذْ عَرَفْتُكِ فاصْمِتِي
أوْ بَيِّنِي هَذَا الجَوَى إنْ شِئْتِ
الحُبُّ لا يُخْفَى فَقَلْبِي وَالِهٌ
وافٍ صَرِيْحٌ لا يُحَبِّذُ صَمْتِي
أحْتَرْتُ مِمَّا أنْتِ حَتَّى أنّني
أرْهَقْتُ ذَاكِرَتِي.. فَكَيْفَ نَشَأْتِ؟!
هل أنتِ جُزْءٌ مِنْ فَرَادِيْسِ السَّمَا؟!
أمْ يَا تَرَى مِنْ كَوْاكَبٍ قَدْ جِئْتِ؟!
القلبُ مُصْغٍ للإجَابَةِ فَانْطقِي
لا تَتْرُكِي صَبْرِي يُبَدِّدُ وقتي
إنْ لَمْ تُصِيْبِي في الإجَابَةِ مَرَّةً
فَلَقَدْ رَمَيْتِي مُهْجَتِي فأصَبْتِ
فَلَكَمْ صَرَعْتِ بِالمَفَاتِنِ عَالَمًا
وَلَكَمْ بِوَمْضٍ مِنْ سَنَاكِ سَحَرْتِ
ما يَسْتَبِدُّ الليْلُ فِي أرْوَاحِنَا
إلَّا بِنِسْبَةِ مَا اسْتَبَدَّ أضَأْتِ
وبِقَدْرِ مَا عَاثَ الخِصَامُ بِوُدِّنَا
وأسَاءَ صُنْعًا ـ يَا شَذَا ـ أحْسَنْتِ
فلَطَالَمَا أَفْحَمْتِ جَهْلًا غَابَرًا
وَعَنِ الفَضَائِلِ طَالَمَا نَافَحْتِ
أنْصَفْتِ حُسْنَ اللُّطْفِ مِنْ قُبْحِ الجَفَا
وأمِنْتِ فِي حِضْنِ (العَرُوْس) ِ فَنِمْتِ
***
محمد أحمد الدِّيَم