الخميس، 31 مارس 2022

الخميس، 24 مارس 2022



يا مُحْصي الآه
***

يَا مُحْصِــيَ الْآهِ آهِـي 
                             قَدْ أَنْضَـجَتْهَا جِِــرَاحِي

الْوَجْدُّ يَكْــوِى فُؤُادِيْ
                          وَالْحُــزْنُ أَوْهَــى جِِنَاحِـي

نَـارُ الْمَـآسِــيْ تَلَظَّتْ
                            أَفْـنَـى لَـظَـاهَـا  أَقَـاحِـي

وَالْمَوْتُ غَـيَّبَ شَمْسِي
                               فَبِــتُّ أَرْثِـيْ صَـبَاحِي

مَــنْ ذَاْ سِــوَاكَ إِلَـهِـي
                            مَـنْ ذَاْ يُعِـيْدُ انْشِــرَاْحِي

هَا قَـدْ غَــدَوْتُ يَتِـيْمًا
                                  الْآهُ زَادِيْ وَرَاحِــي

مَهْمَا يَطُوْلُ نُوْاْحِي
                           لَـنْ يَمْحِيَ الْيُـتْمَ مَاحِيْ

حُـزْنِي طَـغَى وَتَمَـادَى
                             قَـدْ طَــالَ كُلَّ النَّـوَاحِي
مَــنْ ذَاْ سِــوَاكَ إِلَـهِـي
                            مَـنْ ذَاْ يُعِـيْدُ انْشِــرَاْحِي

***
محمد الدِّيَم

الاثنين، 21 مارس 2022


الغُروب الأخير

أَفَلَتْ شُمُوْسِي فَافْتَقَدْتُ ضِيَائِي 
                   وَفَقَدْتُ دِفْئِي و‌افْتَقَدْتُ هَنَائِي 

إِنْ يَرْحَلِ الْقَلْبُ الَّذِي أَنَا بِضْعُهُ
                      فَلَقَدْ رَحَلْتُ وَلَوْ يَطُوْلُ بَقَائِي

مَا وَدَّعَ الْقَلْبُ الْكَبِيْرُ حَيَاتَنَا
                           إِلَّا تَهَاوَتْ جُمْلَةُ الْأَعْضَاءِ

لَا قِيْمَةٌ لِلْعَيْشِ بَعْدَ رَحِيْلِ مَنْ
                      كَانَتْ هَوَائِي جَنَّتِي وَرَخَائِي

يَا مَنْ يُعزِّيْنِي بِفَقْدِ عَزِيْزَتِي
                       ثَقُل الْعَزَاءُ، فَمَا أَمَرَّ عَزَائِي

وَلَّى رَبِيْعِيْ بَعْدَ عَهْدٍ بَاسِمٍ
                      لِيَحِلَّ مِنْ بَعْدَ الرَّبِيْعِ شِتَائِي

رَحَلَ الْأَمَانُ فَبِتُّ أَحضنُ وُحْشَتِي
                   ذَهَبَ الدَّوَاءُ فَبِّتُ أَرْشَفُ دَائِي

نَضُبَ الْحَنَانُ وَجَفّ مَجْرَى نَهْرِهِ
                   وَالعمرُ جَاثٍ فِيْ لَظَى الْبَيْدَاءِ

عَارٍ عَلَى الْأَشْوَاكِ أَلْتَحِفُ السَّمَا
                 أَُطْفِيْ الظَّمَا مِنْ أَضْرُعِ الرَّمْضَاءِ

أَحْزَانُ يَعْقُوْبٍ نَمَتْ فِيْ مُهْجَتِي
                       تَسْقِيْ ظَمَاهَا أَدْمُعُ الْخَنْسَاءِ

هل لِيْ بِمَحْزُنٍ يُقَاسِمُنِيْ الأَسَى
                     يُجْرِي الْمَدَامَعَ بَاكِيًا لِبُكَائِي؟

الْأمُّ يَشْقَى الْعَالَمُونَ بِفَقْدِهَا
                          والْأُمُّ سِرُّ سَعَادَةِ السُّعَدَاءِ

يَا مُنْزِلَ الْبَلْوَى كَمَا أَبْلَيْتَنِي
                  وَقَبِضْتَ أُمِّي فَاسْتَجِبْ لِدُعَائِي

واغْمِرْهَا بَالرَّحَمَاتِ يَا مَعْبُوْدَنَا
                      مَا سَبَّحَ الثَّقَلَانِ فِي الْأَرْجَاءِ

وَانْعِمْ عَلَيْهَا بَالرِّضَا في جَنَّةٍ
                          بجوارِ سيِّدِنا أبى الزَّهْرَاءِ

وَاعْصِمْ قُلُوْبًا أُتِّمَتْ بِرَحِيْلَهَا
                     وَاحْسِنْ عَزَا أَهْلًا لَنَا وَعَزَائِي



***
محمد أحمد الديم
٢٠٢٢/٣/٢١م

الخميس، 17 مارس 2022


دموع المحابر
***
مليار هلا بالحضور
في حفلنا الأكبر

حيَّا بكلَّ الضِّيوف
وإعلامنا الأنور
حيَّا بمن وثَّقوا
حيَّا بمن صوَّر
ولكل من زارنا
في حفلنا تشكر
طول المدى والدِّيَم
باضيافها تفخر

ومليار هلا بالمدير
مخصوص يتحرّر
رافقت فصل الربيع
في صبحنا الأزهر
وهميت مثل المطر
في شرفة المنظر
بكم شذا حفلنا
وصار الهواء أعطر
فاستبشر المجتمع
ومعاذ أستبشر
معاذ مبنى حجر
كل عام يتعثّر
مسكين يشكي الضّنا
بائس كئيب أغبر
عريان من حين ولد
لا ثوب ولا مئزر

لانـافــذة لا طــلا
لا أبــوب لا مرمــر
واقف باب القدر
ثمان سنين واكثر
ياليت نلقى كفيل
للقانع المعتر
واللي يقاسي الضّرر
يقنع بما اتيسّر

***
ولكلّ طالب نجح
وأستاذ ماقصّر
نهدي جميع الزّهور
والعطر والعنبر
مليون مبارك لمن
الجهد فيه أثمر

**
أما الكسول الغبي
اليوم يتحسّر 

لو كان صحيح أجتهد
وثابر واتصبّر
وراجع وحلّ واجبه
وطول السَّنة ذاكر 
وقت الحصاد ما حصد
الكعك بالأحمر

لكن ضَرّه الكسل 
والطِّفل يتأثّر
أمسى يقلّب صور
يلعب ويتّصور
وبكّر يجرَّ الخُطى
غافي كئيب أدور
ما يأتي للمدرسة
إلا وهو مُجبر

بالفصل مثل السّجين
قلِق ويتهتّر
طائر بداخل قفص
أيحين شتحرّر
لو طال وقت الحصص
من الدّروس يِحْصَر
مُهمل، بليد، فوضوي
أعمى غبي أصور
من حين أجا المدرسة
مهمل من المصدر

همّه فقط قعشته
وبالجنز يتزرزر
بفصل الشّتاء ينكمش
وينتفخ في الحر
لو قلت له مو الخبر
في لحظة يتشفّر

ولو تسأله بالبصر
عساه يتنوّر
يابني حفظت السِّور
يكذب ويتعذّر

مهما نثرت الدّرر
ينسى ويتنكّر
ومهما شرحت الدّروس
الشّرح يتبخّر
كالمبترع بالغدر
أمام شخص أدور

ولو قلت: هات دفترك
يقول نسى الدّفتر
مُضنى كاوهُ السّهر
كلّ يوم يتغيّر
ياليت وهو قد حفظ
حتّى حروف الجر

طول الحصص يصطرع
يضحك ويتمسخر
وان تخبطه بالعصا
بكى وزاد أذرر
عضروط علاجه الكريك
والنيس والمحفر
**
مُعلّمه قد يئس
معشر وراء معشر
ضغطه ارتفع ع المائة
واجاء له السّكر
من الغلا والطفر
وطالبه الأصور

والحاج علي  كم شكى
كم صاح، كم بهرر

يقول من قبل سنين
في عجز في الكادر
أستاذ نقل لـ صبر
وأستاذ إلى مصور
وأستاذ نزح لـ الضّباب
وأستاذ للسمكر
ولا لقينا بديل
في جونا والبر

ومافيش كتب للجهال
ومعدوم في المتجر
جابوا لرامي كتاب
مَدقوق يتفرفر
وأستاذهم ماحضر
وعدين ولا حضّر
مش ملتزم بالدَّوام
يغيب ويتأخّر

وانتم على الدّعممة
ولا احّدًا عبّر
جلوس تتعذروا
وكلكم برّر
تقولوا رائد بليد
وبرهان يتسرسر
ومسعود خطّه ضعيف
وعبدالسَّميع يكور

وإذا بدأت تنتقد
وتشكي وتتضرّر
أستاذ يتجاهلك
وأستاذ يتكبَّر
هذا درس في المجر
وذا كان في الأزهر

 وابني مهند ذكي
وطول السَّنة يسهر
ذاكر واجا واختبر
وبالمسطرة سطّر

جاوب جميع المواد
لا خاف ولا اتوتر
ومدري لموو رسّبوه
بمدتين واكثر
موهو السّبب يا بشر
أشتي فقط أبصر
**
والحاج عبيد ما زعل
لمّا رسب حيدر
 خرج يقول للشباب
يسرح مع ورور
أنا أعرفه من زمان
مثل التَّبيع أجهر
إذا خطيت تضمده
بالتّلم يتعصور

يا حسرتي ع الكمر
من صرفته صفّر
على غرامة سنين
القلب يتفطّر
مانش مُكلّف بابوه
يرسب ويتأخّر


*
وردمان بعيد النّظر
لا صاح ولا خبر
يسأل معاكم إبر
تؤخذ من المتجر
ولا حبوب للدّروس
توضع ورا المشفر

لو في شزول الخطر
والكسر شتجبّر
**
ردّيت: مافيش إبر
محجور تتندّر
العلم بالمختصر
رعوي وحول أخضر

بقدر ما تجتهد
بالرّعوية أثمر
وبقدر ما تهمله
يخرب ويتصحّر

والختم أزكى الصّلاة
تُنسخ وتتكرّر
أضعاف قطر المطر
وماء البحار والبر
تغشى شفيع البشر
في ساحة المحشر
***
محمد الدِّيَم
ألقيت هذه القصيدة في حفل تكريم طلاب مدرسة معاذ بن جبل ـ الديم ـ يوم الخميس ٢٠٢٢/٣/١٧م

السبت، 12 مارس 2022


صاحب
***
مُــحـال يـتـجـاهـلــك
مَن كــان لك صــاحب

إلَّا إذا سِـــــــــــــيرتـه
ومشـــاعــره ســــالب

ومـن نســى صــاحبـه
نـتيـجــته راســــــــب

وهل نجح في الحياة
من يهــمل الـواجـب؟ 

بعض الصَّداقات تكون
يا صـاح مـن جـانــب

يضحك ويمزح معك
وفي خــفاك عــائـب

كــذّاب ولو زاد حلـف
بالـــبــدر والـثَّاقــــب

أللي تعــوَّد يشُــــوت
يــحلـف وهـو كـاذب

ومن كان سِـلبي معك
مع الجميع ســــــالب
***
بعض البشـــر ينخدع
ويغــتــرّ بالـشّــــارب

ولــو بحـثت باتـجــد
إن الضـــمير غـائــب

والهنجــمة مـا تفــيد
إذا الفــــؤاد تــاعــب

قلب الجعيل لو خــرب
كل الـجســــد خــارب

فلا يـغـــرّك كــذوب
في هــيـئـة الرّاهــب

مُش أيِّ رِيح لو ضرب
أنت تحســـبُه جـالـب
***
محمد الدِّيَم 

الأحد، 6 مارس 2022


إلّا أَنْتِ

***
تَمْضِي سِنُونٌ بِالأنَامِ وتَأْتِي
                         وبَقَيْتِ فِي دَارِ المَنِيَّةِ أنْتِ

مَازِلْتِ في دُنْيَا الخٕطُوْبِ صَبِيَّةً
                         يَا مَنْ بِأكْنَافِ الوُدَادِ نَشَأْتِ

في الودِّ لا تَذْوِيْ الجِنَانُ فَكُلَّمَا
                       جَفَّ النَّدَى مِنْ غَيْمِنَا أزْهَرْتِ

فلأنتِ زَهْرٌ فِي الشِّتَاءِ مُدَلّهٌ
                    فَإذَا أتَى فَصْلُ الرَّبِيْعِ ضَحِكْتِ

كَمْ مُغْرَمٍ بِكِ بَثَّ مَا فِي قَلْبهُ
                            نَثْرًا وَشِعْرًا رَائِعًا فَصَمَتِّ

حَتّى إذَا كَتَمَ المُحِبُّ غَرَامَهُ
                        مُتحَفِّظًا بَيْنَ الشَّوَانِئِ بُحْتِ

إنّي أَحِبُّكِ مُذْ عَرَفْتُكِ فاصْمِتِي 
                      أوْ بَيِّنِي هَذَا الجَوَى إنْ شِئْتِ

الحُبُّ لا يُخْفَى فَقَلْبِي وَالِهٌ
                         وافٍ صَرِيْحٌ لا يُحَبِّذُ صَمْتِي

أحْتَرْتُ مِمَّا أنْتِ حَتَّى أنّني
                   أرْهَقْتُ ذَاكِرَتِي.. فَكَيْفَ نَشَأْتِ؟! 

هل أنتِ جُزْءٌ مِنْ فَرَادِيْسِ السَّمَا؟! 
                 أمْ يَا تَرَى مِنْ كَوْاكَبٍ قَدْ جِئْتِ؟! 

القلبُ مُصْغٍ للإجَابَةِ فَانْطقِي
                         لا تَتْرُكِي صَبْرِي يُبَدِّدُ وقتي

إنْ لَمْ تُصِيْبِي في الإجَابَةِ مَرَّةً
                     فَلَقَدْ رَمَيْتِي مُهْجَتِي فأصَبْتِ

فَلَكَمْ صَرَعْتِ بِالمَفَاتِنِ عَالَمًا
                   وَلَكَمْ بِوَمْضٍ مِنْ سَنَاكِ سَحَرْتِ

ما يَسْتَبِدُّ الليْلُ فِي أرْوَاحِنَا
                          إلَّا بِنِسْبَةِ مَا اسْتَبَدَّ أضَأْتِ

وبِقَدْرِ مَا عَاثَ الخِصَامُ بِوُدِّنَا
                    وأسَاءَ صُنْعًا ـ يَا شَذَا ـ أحْسَنْتِ

فلَطَالَمَا أَفْحَمْتِ جَهْلًا غَابَرًا
                         وَعَنِ الفَضَائِلِ طَالَمَا نَافَحْتِ

أنْصَفْتِ حُسْنَ اللُّطْفِ مِنْ قُبْحِ الجَفَا
            وأمِنْتِ فِي حِضْنِ (العَرُوْس) ِ فَنِمْتِ
***
محمد أحمد الدِّيَم