مخالب التعاسة
***
مالي أرى شــــــيخ الشــّــباب حزينا
ولِــــما بحُــــزنك يا أخــي تبكــــينا
أنســــيت إن الشّــــــعب هذا بائِــسٌ
مُذ كان في الرّحمِ السّقيم جنينا !
من بعد أن صــــرخ الثلايا ضــــدهُ
أمــسى المواطــــن لاعـِـــنًا ولعِيــنا
مُــــزج العــناء بدمّــه وبعظــــمهِ
حــتى غدا وقــت الــولاد هجينا !
فإذا نما في الفــقر يصــبح مُبتلًا
ويصــــير إن ذاق الغــــنى تنــــّينا !
هو يمقــــتُ القانــــونَ مهما عَــزّهُ
أضحــى بأعــــراف الرِّعــاع رهينا
فيغــــشّ حتى في محــطات الهوا
ويدقّ إن شَــــــكّ الزبــــون يميــنا !
لو أخلص المســؤول ما ذقنا العنا
أبــدًا وما صــــار الريــــال مهــــينا !
نُســــقيهِ من كأس الوفــاءَ مــــودّةً
ليعــود من كــأس الضنى يُســــقينا !
كل المــوارد ما كســــت ضعــفاءنا
وهي التي ما أشــــبعت مســــــكينا !
اســــمع لقــهقــــهة الإدارة في الهنا
واســــمع هنــاك توجــــعًا وأنيــنا
واخرج إلى السوق القريب لكي تراى
ثمــن الطــــحين إذا أردت طحــينا
فإن اشــــتريت شــــوالةً فاكتب لنا
إن صــار خبــــــزًا أم يظل عجــينا !
ثــرواتــنا ذُخــــــرٌ لــهــم, لكــنّــها
ســــــتظل فوق رقابــنا ســــــــــكّينا !
هرموا الشباب - أخانا - قبل بلوغهم
حاشــــــاهــمُ أن يبلغــوا العشْــــرينا !
اصْــــغى إليّا فقد خــبرتُ زمانــنا
وبحثتُ في طرق اللصوص سنينا
لن يســتعيد المجــد بعد فــواتهِ
مَنْ أدمن الأغصــــان والتدخيــــنا !
من بعد ما رخَصوا الآوادم مالذي
ســــيظل في وطــن الشــقاء ثمينا ؟!
ها قد وعدتكَ أنت.. فاحلق شَــــاربي
إن أوكل الشــــعب التّعيــــس أمينا !!
***
محمد أحمد الدِّيَم ٢٠١٨/١٠/٧م
* مجارة لقصيدة الشاعر / عمر عبدالرقيب الدِّيَم ( أنياب الفقر )
أنياب الفقر
الظلم يبطش بالبلاد سنينا
والفقر فينا يُهلِك المسكينا
يسعى الفقير على معاش عياله
ويكابد الحال الذي يضنينا
ويطوف في طول البلاد وعرضها
يشكوا لنا حيناً ويسعى حينا
واليوم أصبح شاحباً مستوحشا
فالقهر يأكل قلبه المحزونا
أعوام جرعنا الأسى ويلاته
أضحى الفقير مهلوساً مجنونا
الجوع ينهش لحمه وعظامه
يأبى المذلة رافضاً قارونا
لكنَّ تجار الحروب تلاعبوا
بكرامة الشعب الأبي قرونا
فتحوا له باب التناحر عنوة
أخذوا الدراهم أشهراً وسنينا
جلدوا الشعوب بسوطهم وعصيهم
والجرح زاد تعفناً يزرينا
عاثوا بموطننا وباعوا أرضنا
صار الجميع بجرمهم مطعونا
لم يكتفوا بغرورهم وبمكرهم
خانوا الأمانة حددو السكْينا
ذبحوا الفقير وحاربوه بقوته
تركوه يلتحف الرصيف مهينا
آهٍ على وجعٍ يعاني منّهُ
حتى غدا من فعلهم مغبونا
أوّاه كم عانا الضعيف بحسرةٍ
لا معتصم يصغي ولا مأمونا
ربّاه أنت ترى وتسمع صوته
فابعث له رجلاً تراه أمينا
وأدِمْ عليه الخير وارحم ضعفه
زاد العذاب فحاله يبكينا
ربّاه قد ضاقت فأنت ملاذنا
كُنْ للضعيف وللفقير معينا
***
عمر عبدالرقيب الدِّيَم
2018/10/6