مَرْوَحْ
***
تِـلَـمْلَمْ في السَّـــما مَـرْوَح
(عَمِـيقي) راعِـده يـقـرح
أمَدْ غطّـى على (القَـلعة)
وبَرقُه (بالتِّلكــس) يلمـح
وعلى شعب (العقام) غيمة
مـع الأنـســـــام تتـمـرجـح
وســـحابتـنا من الفـجـعة
مُقشــــبب فوقنا ترشــح
ســمعنا الزّرع مُســتبشـر
مـن الأمـــزان يـتـوحـوح
ومَن أمضى شهور عاطش
عـلـيـه الـيـوم أن يـفــرح
وبدا الرّيحان في الأركـان
مـع غـيـث السّـــما يمــرح
مضى شـهرين وهـو غافي
مـع قـطـــر المــطـر فـتّـح
وعُـباد في حُجـفته داكـي
يناجـي الـلـه ويـتـلحـلـح
مُـطــنّـن كـلّـما يســــمـع
رعود غيـث السّـما سَـبَّـح
وعلى صوت الرّعـود قلبه
مــن الأفـراح يتـشـــــرّح
يراجـع ذكـريات الأمــس
فكـم قـردف وكـم نـضّـح
وكـفّـه كـم بنـى جــدران
وكم مـن محــفـره رفّــح
عـيونه ترقـب الرّوشـــان
وقـلــبه بـالـمُــنى يطــمح
وأحــيانـا يـمُـد راســـــه
إلى الـطّـاقة ويـتـزحــزح
قُبـالُـه زوجــتـه تـرغــي
وتلــوي مالـقت مطـــرح
تراقب جـزعة المســــرب
وســاعة (للكريف) تشرح
تصيح مرّة: رأيت يا حاج
ومَـرّة تشــــــقـرُه وتمـزح
إذا اتْوَقّــع تـقـول: أغْـمـد
واذا قرفص تقـول: أبـرح
بكـل لحــظــة لها تـقــرير
وليتِه بـــس تقول الصّح
وتتـمـنّى السِّــــيول تدفـر
على (المشـجب)
وعلى (المضوح)
تقول ليت (اللَّجيج) يدرش
ويا ليـت السُّـــدود تقـنح
شــــبـكّــر مـثـلـهـن راقـد
لـعَ شــطـعم ولا شــــفقح
وعُباد صـابر على المقـدور
بكل ســــــاعة ويتنـحـنح
يناخـش ضرسـه واللّاصي
يثـور مـن مـعــدته يقـدح
وجنـبه مُـرتـضى خـائـف
بحُـجـفة مُظلمة اتكلــمـح
مُكدِّه يستمع لـ امّه
ومُـراعـي الـحـاج
متى شــــــــضبح
رفـع كـفّـه وقـال: يا رب
وخـزان (الطًنِـب) يســفح
شـــبكّـر فـجـر أنـا ورانـي
إلى سـدّ (البريق) نسـبح
نهــرته امّـه وهـي تحلف :
يمـيـن الـلّه ما تســـــــرح
حلفت فوقـك ثلاث مـرات
وابواك والله ما شســـمـح
خـعـر يبـكي ويـتـوسّـــل :
أبـا أرجــوك
لـو تســـمـح
وهو في حُجـفتُه منـذوق
جـلــــس يبـكي ويتــوذّح
تصيح أمّـه تقول: مُـووبه
ويرد عـبـدالبـصـير: فـذَّح
طلـب بعد الغـدا غُـصـنين
شــباب.. أعطيته يتمرقـح
شــــويّة والمـطــر صـحَّى
ومـن كـان بالـجــبـل روَّح
خرج عبد البصير شـبصـر
وبحـولـه ما امـتلا مـقلـح
بلحـظة خاطره اتشـقلـب
وحلـمه ضاع واتمـحـمـح
رجع يضحك وهي تسأل:
نزل سيل (العقام) يقدح؟
وشلال (الحَرِيد) يدرش؟
أجـاب لـمّا تِبـعــته:( بح)
ســـألـتـه وااعُبـاد بشّــــر؟
عُباد جواب بحُــرقة ( أح)
بقـت تضحـك وتتســاءل
وتحســب مُهجـته يمـزح
صـرخ: يا مُـرتـضى يكـفي
خلاص يا بغل سـير اسبح
ولا تنســـاش تشــل امّك
معك تشجن على المسبح
لع ســــكّهــتـنا الـــدَّاوي
ولا اللي عـاكســــك أفلح
رجـم نفســه على المتكأ
ومن بعـد المُـنى وسّــــح
ورفع كـفّه يقول،: يا رب
ســـــألتك خالقي تصفح
وتغــفر زلّـت المخــــلوق
ولذنبي خالـقي تمســــح
إلـــهي مــالــنا غــيــرك
فلا تكشـــف ولا تفـضـح
***
محمد الدِّيَم