تباشيرُ الخير
***
نفرَ الأريجُ وودّعَ الأزهارا
وغدا يعانقُ زائرًا وديارا
أمّا القلوبُ مِن السّعادةِ رفرفت
مِثل الفراش تُعانقُ الأنوارا
ولها بأن تلهوا.. فذا أستاذُنا
لَمسَ الفؤادَ بقولهِ فأنارا
ولها بأن تهنا.. فذا دكتورُنا
(الرّامسي) ُّ يُهندِسُ الآبارا
أهلًا (جمال) وصاحبِيكَ ومسهلا
يا من غدوتُم في (العلوم) ِمنارا
هَندستَ بِئرًا في يمينِ بِلادنا
وشققنا بالعزمِ العظيمِ يسارا
قسمًا بِأنّا قد شققنا صدرَها
وولجنا في وسطِ الفؤادِ مِرارا
ولقد نحتنا في حشاها مَنجمًا
أضحى لِكلّ العالمينَ مَزارا
بحثًا عنِ الكنزِ الذي في جوفِها
أسفًا وجدنا بلقعًا وغُبارا
لا لم نوفّقْ بالذي نَصْبُو لهُ
فبقت مآثِرُ جُهدِنا آثارا
لو أنّ أغرامُ الأهالي جُمِّعت
لشَرَيْنا منها سِكّةً وقِطارا
نحنُ أُلوا عَزمٍ وتاريخٍ وكم
طحنتْ عزائمُنا الشّدادُ حِجارا
أوما رأيتَ طريقَنا مُذ زرتنا
طُويت على جسدِ (العَروس) ِ إزارا
فهي لمحرابِ الجمالِ وريدُهُ
وهي ستبقى للكفاحِ شعارا
ولقد صنعنا في السّماءِ سواقيًا
(تَبزِي) السّحابَ وتشربُ الأمطارا
انظر إلى الأفقِ البعيدِ فربّما
سترى على زندِ السّماءِ سِوَارا
مِن شُحِّ أيامٍ وآلامِ الضّما
أضحت أكُفُّ الضّامئين جِرارا
لكنّ لو عاينتَ في أعماقِنا
لرأيتَ فينا أنهُرًا وبِحارا
البحرُ في أحشائِه دُرَرٌ وكم
بحرٌ تضمّنَ لؤلؤًا ومحارا
دكتورنا ها قد أتيتَ فأشرقت
آمالُنا بعد الظلامِ نهارا
(دِيَمُ) الحيَا أخفَت علينا نهدَها
وضعت عليهِ حاجزًا وستارا
هلّا كشفتَ اليوم عن أثدائِها
ياليتَ أنّكَ تكشفُ الأسرارا
فلكم سُعِدنا بالوصالِ خليلنا
ونظمنا في مَن زارَنا أشعارا
بالحرفِ نمتدحُ الأكارمَ علّها
تجني بلادي في القريبِ ثمارا
إنّ الذي عشِقَ البلادَ وأهلَها
لا يبتغي قِرشًا ولا دينارا
المالُ يفنى والحروفُ هي التي
تبقى لنا بعد الفنا تِذكارا
والخيرُ أبقى للذي أَلِف العطا
يبقى الثوابُ لهُ ضيًا وضمارا
مَن يُبلغَ الشّيخَ الجليلَ سلامنا
ذاكَ الكبيرُ إذا ذكرتُ كِبارا
(عبدُ الغنيِّ) ويالهُ من فاضلٍ
يزدادُ دومـًا هيبةً ووقارا
فهوالذي (دِيمُ) الأكارمِ أَنشأتْ
لهُ في القلوبِ مُجَسّمًا وإطارا
***
محمد أحمدالدِّيَم