الاثنين، 28 فبراير 2022


مناجاة

***

إِلَهِي ـ وَالْلِّسَانُ أَشَــدُّ حِـرْصًـا
                        لِتلْهَــجَ بِالــدُّعَاءِ بِِـمَا يَلـيْقُ

وَقَلْبِي كُلَّمَا نَاجَاكَ رَبِّي          
                          يُغيِّبُهُ الجَـلَالُ وَيَسْــتَفِيْقُ

 بِبَابِكَ وَاقِفٌ عَبْدًا ذَلِيلًا
                         إِلَيْكَ أَوَى وأنْـتَ بِِنَا رَفِـيـقُ

فَأَنْتَ بِحَالِنَا رَبِّي عَلِيْمٌ
                   وَهَلْ يَخْفَى عَلَى الْمَعْبُوْدِ ضِيْقُ

فَمَا زِلْنَا نُكَابِدُ فِيْ مَضِيْقٍ
                      فَلَا اجْتَزْنَا وَلَا اتَّسَعَ الْمَضِيْقُ

وَمَنْ عَظُمَتْ بِدُنْيَاهُ الْبَلَايَا
                        فَهَلْ أُخْرَاهُ يَا رَبِّي تَضِيْقُ!! 

إِلَهِي فَامْحُ بِالْأَرْزَا ذُنُوْبًا
                           يَنُوْءُ بِحَمْلِهَا شَعْبٌ عَرِيْقُ

دَعُوْتُكَ سَيِّدِيْ طَمَعًا فَإِنِّي
                      عَلَى حَمْلِ الْخَطِيْئَةِ لَا أَطِيْقُ

وَإِنْ لَمْ تَنْقِذِ الْمَلْهُوْفَ رَبِّيْ
                    فَمَنْ فِيْ الْكَوْنِ يَرْجُوْهُ الْغَرِيْقُ

***
محمد أحمد الدِّيَم


علف
***

فصـل الشِّــــتا لا ســـقاك
ويســـــقـــيك يا أيـلـــول

القات ســــــعـــره ارتفــع
واتــجــــاوز المعـــقــــول

علــف شـــــبيه الرُّصــف
بائـــت، غـــفــن، ممــغـول

مــن الغـفن والسُّـــــمــوم
المـــولـــعـــي مـــعلــول

لو ضــفت حــتَّى زبيــب
أو لـــــــوز أو آمــــــول

وشــربت برميل شــــعيـر
وقــوة جـــبــل وردبـــول

وغيَّرت مـكــان متـــكــأك
بالــعــــرض أو بالـطـــول

محـال يــريـــح المـــزاج
أو صـــار لــه مــفــعـــول

كــم مــن ذكــي  يخـتبـر 
بعــد العــلف مســــطول

في الصّيف يجي إمتــــياز
وبفصــل الشّــــتا مقبول

وكـم مولـعــي بالـعـلــف
ينــقاد إلى المــجهــــول

كلَّ الضُّــروس خاويـين
والجيب عطل منخــول

هـــذا العـلـف يـا شـبـاب
يـشــــــابه الـمــســـؤول
***
محمد الدِّيَم

السبت، 26 فبراير 2022



مُسْنَد

***

بِخَطِّ المُسْنَدِ المُحْدَثْ
عَلَىْ سَبُّوْرَةٍ ثَكْلَى 
تُغَطِّي وَجْهَهَا الْآسِيْ
بِثُوْبٍ رَثْ
 نَحَتْنَا بِالرَّصَاصِ الْحَيِّ
 تَارِيْخًا لَنَا أَحْدَثْ
دَعُوْهَا اليَوْمَ
لِلْأَقْيَالِ 
لٍلْأَجْيَالِ
بَالْأَقْوَالِ
وَالْأَفْعَالِ تَتَحَدَّثْ
وَقُوْلُوْا لِلْفَتَى الْأَشْعَثْ
بِمَاذَا أَنْتَ تَتَشَبَّثْ؟؟! 
بِطُبْشُوْرٍ مِنَ الْمَاضِيْ
تُذَكِّرُنَا بِعَهْدٍ غَثْ
كَفَى يَا طِفْلُ لَا تَعْبَثْ
كَفَى...
 وَاللِّيْلِ 
وَالْعَبَرَاتِ 
وَالْأَمْوَاتِ لَنْ نَبْقَى
نُشَاهِدُ كَفَّكَ الْمُمْتَدَّ فِيْ تَارِيْخَنَا يَعْبَثْ
***
محمد الدِّيَم

الثلاثاء، 22 فبراير 2022


القلب المكلوم

***

عَمْرُ بْنُ عَمْرٍ فَتًى لَمْ يَبْلغِ الحُلُمَا

                مِنْذُ الطُّفُوْلَةِ يَهْوَى النَّاسَ والدِّيَمَا

فِي قَلْبِهِ الغَضِّ يَنْمُوْ الحُبُّ حَتَّى إِذَا

            تَجَاوَزَ الخَمْسَ ضَاقَ القَلْبُ وَازْدَحَمَا

عَانَى مِنَ الضِّيْقِ فِيْ أَرْجَاءِ خَافِقِهِ

                    يَزْدَادُ ضِيْقًا حَشَاهُ مَا لوِدَادُ نَمَا

قَالَ الطَّبِيْبُ وَفِيْ يَمْنَاهُ مِشْرَطُهُ

                      زِيَادَةُ الحُبِّ تُؤْتِيْ الـهَـمَّ وَالأَلَمَا

القَلْبُ مِنْ حُبِّهِ يَحْتَاجُ تَوْسِعَةً

            حُكْمُ الضَّرُوْرَاتِ، إِنَّ الحُبَّ قَدْ حَكَمَا

فَشَقَّ صَدْرَ الفَتَى طُوْلًا بِمِبْضَعِهِ

                   وَشَقَّ قَلْبًا طَغَاهُ الحُبُّ فَانْقَسَمَا

مَضَى يَجُزُّ شَرَايِيْنًا وَأوْرِدَةً

              وَأَدْمُعُ القَلْبِ تَجْرِي فِيْ الخُدُوْدِ دَمَا

وَالنَّاسُ يَدْعُوْنَ وَالمَوْلَىْ اسْتَجَابَ لَهُمْ

              مِنْ دَعْوَةِ النَّاسِ زَالَ الجَرْحُ وَالتَأَمَا

وظَلُّوْا يَدْعُوْنَ وَالأَشْجَانُ تَعْصِرُهُمْ

            حَتَّى اسْتَفَاقَ حَبِيْبُ الشَّعْبِ وَابْتَسَمَا

مَنْ يَزْرَعِ الحُبَّ يَجْنِ الحُبُّ أَدْعِيَةً

                  تُبَلْسِمُ الجَرْحَ وَالأَوْجَاعَ وَالسَّقَمَا
***
محمد الدِّيَم

السبت، 19 فبراير 2022



هجران

***

هَجرتْ خِلَّك شُـــــهــور
وقَـطـْرَ الــنّـدى والنّـور

نســيت عـرف البخــور
والــورد والشَّـــــــحرور

وامســيت طائـر غــريب
داخـل قفـص مـأســـور

مُحال يهـوى القــفــص
ولــو كــان مــن بلــــور
***
واليوم تِقاســـي النّــوى
في عُـــزلــتــك مَقبـــور

مغمــوم ودمّـكَ يـفـــور
 في الصّدر كـالـدّافـــور

والشّوق يشـقّ الضّـلوع
والقـلـــب بالسّـــــاطور

شــوق المحب للحـبيب
وزهـــر الــرُّبى والــدُّور

كــم لــك بِبـاب المُــنى
مُـــــراعــي لـلمـقـــدور

واقـــف مع الـذِّكـريات
مُـطـــوبــريـن طـابــور

والبعض كـــم حــاولـوا
القفــز فــوق السّــــور

واللي يطــيع الشّــعـور
لا يعــرف المـحضُـــور
***

يكفي بعـاد يا صبــــور
يكـفي غياب.. محجور

فالهجــر مهـما قَـصَـــر
مُـخـالــف الـدّســـــتور

ومــن قال حــالـك حلا
يكــذب ويشـــــهد زُور

مافيــش مُهاجر بِــخير
ولا بعـــيد مـســـــرور

وكيف تطـيب غُربتــك
وخــاطـــرك مكســـور

ذكـرى الحــبائب تِبـات
في القلب كالصّنـــفـور


***
محمد الدِّيَم

الخميس، 3 فبراير 2022



مِحْرَابُ الجمال
***

سَأَلَ النَّدَى يَسْتَفْسِرُ الأَصْحَابَا

                  وَيَدُ النَّسِمِ تُدَاعِبُ الأهْدَابَا

مَاذَا أَرَى؟ ـ وَيَعُوْدُ يَمْسَحُ طَرْفَهُ 

                لِيزِيْلَ عَنْ مُهَجِ العُيُوْنِ ضَبَابَا

 ومَضَى يُسَائِلُ نَفْسَهُ هَلْ يَا تَرَى

        فَتَحَ الصَّبَاحُ إِلَى (المُقَامَة) ِ بَابَا؟! 

إنِّي أَرَى فِي أُفْقِنا بَعْدَ الدُّجى

                    سُحُبًا تُقِلُّ مَنَازلًا وشِعَابَا!! 

وكَأَنَّ حَاضِرَةَ القُلُوْبِ مُعَلِّمٌ

                    وَأَمَامَهُ فُتِحَ السَّحَابُ كِتَابَا

وَعَلَى ثُغُوْرِ الزَّهْرِ فِي سَفْحِ الرُّبَى

          سَمِعَ الشَّذَى صَوْتَ النَّدَى فَأَجَابَا: 

" هَذَا هُوَ المِحْرَابُ يَلْتَحِفُ السَّنَا

             مَنْ ذَا الذَّي لَا يَعْرِفُ المِحْرَابَا ! 

أوَمَا تَرَاهُ والجُمُوْعُ تَحُفُّهُ

                         مَلِكًا أبيًّا شَامِخًا وَمُهَابَا

تَبْيَضُّ هَامَتُهُ إذَا دَلَفَ الدُّجَى

             وَيَعُوْدُ فِي الفَجْرِ الجَدِيْدِ شَبَابَا

في الصُّبْحِ  يَرْتَحِلُ السَّحَابَةَ شَامِخًا

                      وَيُقَابِلُ الخِلّانَ والأَحْبَابَا

مَا أشْرَقَتْ شَمْسُ الضُّحَى إلَّا وَقَدْ

                   نَسَجَتْ لَهُ مِنْ ضَوْئِهَا أَثْوَابَا

مِنْ حَقِّ مِحْرَابِ السَّنَا أَنْ يَمْتَطِي

               فِي كُلِّ حِيْن ـٍ إِنْ أَرَادَ ـ سَحَابَا

أَغْضَى النَّدَى وَقدِ اسْتَبَدَّ بِهِ الحَيَا

                    أمَّا الأَرِيْجُ فَلَن يَكُفَّ عِتَابَا

لَا لَنْ نَلُوْمَ المُعْجَبِيْنَ عَلَى الخَطَا

                  وَلَكَمْ نُسَرُّ إذا المُحبُّ أَصَابَا

المُعْجَبُوْنَ إِذَا اسْتَهَامُوْا أُثْمِلُوا

                    لِلْحُسْنِ سِحْرٌ يَأْسِرُ الأَلْبَابَا

***
شعر:  محمد أحمد الدِّيَم