الأربعاء، 28 أغسطس 2019

لا يأس


لا يأس
***

يا مــن غَــدا مِــمّا دهَــاهُ ذليــلا

كدرُ المعيشةِ لن يدومَ طويلا


إنّ الذي صبغَ اللياليَ بالدّجي

أهدى لنا صُبحًا نراهُ جــميلا


فذوى نعــيقُ البومِ لمّا أشــرقت

شمسٌ وأحيت في الصّباحِ هدِيلا


وكسى بأثوابِ الشّفا مُتوعــّكًا

أمضى عقودًا في البلاءِ عليلا


ببلائهِ قلّ الكثيرُ - حسيبنا

وبجودهِ يغدو القليلُ جــزيلا


لاتيأســنّ إذا ابتُلــيتَ لطالما

عضّ النّواجذِ أعقبَ التّقبيلا


انظرْ إلى الجرداءِ بعد قحولها

لــترى على خضــرائِها إكليلا


سُــننُ الإلهِ وهل لنا في غيرهِ

من يســتطيعُ لســُنةٍ تبــديلا


ما كان للمخلوقِ عكس شقائِهِ

فهــو الذي لا يملكُ التّحــويلا


سَــلِّمْ قيادَك للإلــهِ وثقْ بهِ

وانعمْ بهِ ملكَ الملوكِ وكيلا

***
محمد أحمد الدِّيَم

في مهب الرياح


في مهب الرياح
***

غادرتُ عــُشّي وذرّات الــثّرى الغالي

بحــثًا عن النــّورِ لا بحثًا عن المالِ

على دروبِ الأسى الأهوال تدفعني

أُكابد البــؤسَ في حِلّي وترحالي

كم أقذف الآه من جوفِ الضّنى ولكم

على نحيبِ الخُطى قد ناح خلخالي

حقيبتي في يدي اليُمنى وقد حملت

في جوفها أجمل الذكــرى وآمــالي

مهــما نأيتُ فإنّ الــشــّوق يجــذبني

وبلــدتي ما نأت والأهــل عن بالي

سيرجع الصّبحُ مَن عافوا الظلام ومنْ

عانى صنوف الأذى يرقى إلى العالي

***
محمد أحمد الدِّيَم ٢٠١٩/٨/٢٤م
http://mohmmaddiam.blogspot.com/2019/08/blog-post_28.html?m=1

https://www.facebook.com/groups/476678609408236/permalink/668654480210647/

السبت، 24 أغسطس 2019

تصحر النفوس


تصحر النّفوس
***

مالي أرى نجــمَ الفــلاةِ يُداسُ

وبظــلــّها تتــعــثّرُ الأفــراسُ !


وســهام عنترةٍ تشــكُّ ضلوعَهُ

فتمــُجّها من جوفهِ الأنــفاسُ


والسّــيف مُنكفئٌ يواري سوءةً

من بعد أن هتك الغِطا الجسّاسُ !


ما كان للبــتّارِ أن يخــزى ومــا

غدرت بــرامٍ حــبّها الأقــواسُ


أمسى الإباءُ يجرّ أذيال الخزى

مُتجــهّــمًا ولــقد نــساهُ النّــاسُ !


أمّا الكرامةُ تستجيرُ بخصمِها

 من بعد أن غدروا بها الحرّاسُ !


فبضِرسِها والغلظ  تأتكلُ الرّحى

وبــحــدّها تــتآكــلُ الأضــــراسُ !


من غير ضعفٍ إن حصرتَ شبابهم

فالضــّعف دومًا بالشــّباب يُقــاسُ


من غير فقرٍ إن عددتَ نقودَهم

فالــعزّ مــا تــأتي بــهِ الأفــلاسُ


سِــــرّ السّــــموِّ مشــاعرٌ وضمائِرٌ

إنّ الــضّــمائِــرَ للإبـَـا مِقــياسُ


كم من ثراءٍ إن مررتَ بشــرقِنا

مُتــدثــرًا بــنــقــودِهِ الإفــلاسُ !


أبكِ الحياةَ إذا النّفوس تصحّرت

وذوى على صحرائِها الإحساسُ

***
محمد أحمد الدِّيم

السبت، 17 أغسطس 2019

صمت العاشقين


صمت العاشقين

***
لا تبتئــسْ إن لــم يردّ جــوابا

فــلــربّــما كان السّــــكوتُ عتابا


الصّمتُ في شرعِ الأحبّةِ دهشةٌ

تــخــفي ورا أســــتارها إعــــجابا


لا ينــزعِجْ خِلٌّ لــصــمتٍ عــارضٍ

أحــرى بــهِ أن يــعــرفَ الأســبابا


قد زاغَ من حَسِبَ السّكوتَ خُصومةً

 أو ظــنّ صــمتَ العاشــقين عِقــابا


فاحــسنْ ظــنونكَ بالحبيبِ لأنّه

بســــكوتهِ حــينًا يــكون أصــابا


وامنحهُ دومًا من أناتــكَ  فُرصــةً

ما إن تُــبادر بالسّــــكوتِ أجــابــا


فلطالما غيثُ المــحبّةِ ما هــمى

وأزال من بــعــد الجــفاءِ ضــبابا


فإذا أُزيل عن النفــوسِ ضــبابها

فُــتِحَ المُحــبُّ لمن أحــبَّ كِــتابا


الحــبُّ أُنــسٌ فرحــةٌ وســعــادةٌ

ما كان يومًــا غــُصــّةً وعــذابــا

***
محمد أحمد الديِّم

الثلاثاء، 13 أغسطس 2019

شكر وعرفان


شكر وعرفان

***

أبلـغْ (أبا خالــدٍ) مِنّا السّــلام فـقدْ

أعطى عطاءً لهُ في النّفسِ مِقدارُ


للخير كم من مجالٍ ســانحٍ وســنًى

وللســّباق إلى الخــيــراتِ مِــضمــارُ


جدْبُ المشاعرِ يكوي بالجفا بشرًا

لــكــنّ جُــودَ رجــالِ اللهِ أمــطــارُ


فيَذْهَبُ القحطُ بالأمطارِ مُنــدحِرًا

ويُــبهِــجُ الأرضَ ريحــانــًا وأزهــارُ


كم يُسعدُ الجودُ دومًا نفسَ باذلهِ

للجــودِ فــضــلٌ وللإكــرامِ أســــرارُ


يهمي لهُ الرّزقُ في دُنِيا المُنى ولكم 

تبــِيدُ بالــبذلِ ويــلاتُ وأخــطــارُ


فباذلُ المــالِ في خيرِ العــبادِ لهُ

في جــنّةِ الخــُلدِ جــناتٌ وأنــهارُ 


تهنأ (أبا خالــدٍ) هذا السّخاءُ فلن

يبقى ظــلامٌ وفي الآفــاقِ أقــمارُ


يُضاعفُ الأجرُ إن أنفقت بل ولكم

تــزول بالبــذل والإنــفــاقُ أوزارُ


دَعَوتُ ربّي لكم طيبَ الحياةِ ولا

 يوم الضنا واللقا تمسسكمُ النّارُ

***
محمد أحمد الدِّيم ٢٠١٩/٨/١٢م

الخميس، 8 أغسطس 2019

لواعجُ الأشواق


لواعجُ الأشواق

***

عــن ذكرهِ ســيّدي لا شــيء يُلهــينا

            كــلّا ولا في الــدّنــا أرزاء تُنســيــنا

ذكرُ الحبــيبِ حياةٌ للــقلــوبِ وهــل

          كذكــرهِ ســــيّد الكــونــين يُحــيــينا

يا زائرًا قــبــرهُ في طــيبةٍ أبِكُــم

              شــوقٌ كهذا الذي مازال يــكــوينا

لواعجُ الشّــوق أذكــاها ويشــعــلها

            في مهجتي والحشا صوت الملبّينا

ما يخــمدُ الأملُ السامي لواعــجـَـهُ

          ما أطفأت ليت في الدنيا البراكينا

مهما دروب العَنا والبعــدِ تبعــدنا

             عن الحبــيبِ فإنّ الحُــبّ يُدنــينا

فلتبلغوا المصطفى الهادي تحيّتنا

             أزكى الصــلاة على طــه ملاييــنا

 وأبلــغوهُ بأنّ البــؤس يحــبــســنا

            وإنْ حُبســنا فلن تــذوي أمانــيــنا

فــإنّــني لــم أزل أرجــو زيــارتــهُ

             يا ليــت والقرب من طه بأيدينا

سأمتطِ الوجدَ والمقصود روضتهُ

           حيث الثرى والهوا يشذو رياحينا

ما إن نحُــطّ على أعتابِ مسجدهِ

              أشــواقنا نحــوهُ تعــدو  قرابــينا

حتى إذا وقفت فوق الضريح جثت

            ونحن في إثــرها تجــثو نواصــينا

في قُربهِ أحــمدٌ تسمو عواطــفــنا

            وكلــما هــنِئــت تُــروى وتــرويــنــا

زيارةُ البــيت فــرضٌ في شــريعتنا

             وإن حبســنا فلن تُرجــى أمانينا

لكــنّ ربّــي على الغايــات مُــطّلِعٌ

            فعالم السّــر من يدري بما فيــنا

 يا من شققت لموســى حال كُربتهِ

         في الما طريقًا مَشــوا فيها إلى سينا

افــتح طــريــقًا لنا يا ربّ مُتّســــعًا

          إلى الحبــيبِ فــما زلنا مســاجــيــنا

حــقّــق بفضــلكَ يا ربّــاهُ بغيــتــنا

           وامــحُ الظــّلامَ فــقد طالت ليالينا

الرّوحُ تدعوكَ دومًا خالقي وإذا

            دعتكَ روحي يقول الشّوقُ  : آمينا

***
محمد أحمد الدِّيَم ٢٠١٩/٨/٨م

الاثنين، 5 أغسطس 2019

قبلة الموحّدين


قِبلةُ الموحِّدين

***

هي بسمةٌ هي نفحةٌ وصلاةُ

هي قِبلةٌ , هي للصلاةِ جهاتُ


هي زهرةٌ ريــّا الزمــان عبيرها

في حضــنِها تتــنزلُ البركاتُ


في وجهها من كل عصرٍ سالفٍ

طُبِعت عليها لمســةٌ وســماتُ


يتــربّعُ التّــاريخ في محــرابها

وضــيوفهُ الأحــياءُ والأمــواتُ


فيسوق من وحي الزمان شواهدًا

أثنــت عليــها ألــســنٌ ورفــاتُ


صوتُ الأذان مع الرنين بأفــقها

مُزِجــا لتصغي للندا الأصــواتُ


 في حسنها نظم المديح قصائدًا

ولوصــفــها  تتــزاحمُ الأبــياتُ


تتسابق الأرواح نحو رحابها

ولأجــلــها تتــدفّـــقُ العــبــراتُ


مكلومةٌ تبكي القلوبَ وتشتكي

جــرثومةً من جــرحها تقتاتُ


كم تهطل العبرات فوق أديمها

ومن الحــشا تتــصاعد الآهــاتُ


شهبُ المنيةِ تستبيح ضلوعها

فتُصاغ من شهبِ الممات حياةُ


لن تستكين وإن تخاذلَ واهــنٌ

وتكاثرت حول الحمى الحيّاتُ


بل سوف تحيا رغم إجرام العِدى

إنّ الحــيــاة إرادةٌ وثــبــاتُ

***
محمد أحمد الدِّيَم