محراب الفؤاد
***
لن يهنأ الطرفُ مهما عاود النّظرا
فطيفُها مُذ بدا ما فارق البصرا
"
"
في كل جزءٍ بها من مُهجتي أثرٌ
من حين روحي بذرّات الثرى انصهرا
"
"
إذا اكتوتْ بالتجافي والسنين هَمَى
حبِّي الغزير على أضلاعها مطرا
"
"
وإن أتى الليل كي يخفي معالمها
رأيتَ روحي على آفاقِها قمرا
"
"
ما خاب من صار مشغوفًا بطلعتها
كلا وما يشتكي في كنفِها ضررا
"
"
طِيبُ المعيشةِ مقرونٌ بطالعها
فإن تكن مبتدا صار الهنا خبرا
"
"
في أَعيُنِ الخلقِ أشجارٌ ورابيةٌ
وقد يراها الأناني تلةً وثرى
"
"
لكنها واحتي, معشوقتي, بلدي
ومسقط الرأسِ يسبي سِحرها البشرا
"
"
إذا ذوى الأُنسُ في ريفٍ وحاضرةٍ
أهدتْ لنا الحرفَ والألحانَ والوترا
"
"
أُنشودةُ العزِّ ,كم غنّى الغرامُ بها
وحفّزتْ بالمعاني والغُنى عُمرا
"
"
دالٌ ... دواءٌ يداوي كل ذِي شَجنٍ
ومن بحُمّى التنائي قلبهُ انفطرا
"
"
ياءٌ ... يَمَامُ الرّوابي باسمِها طَرِبت
فأبهجت بالغُنى الإنسان والشّجرا
"
"
ميمٌ ... مَعِينٌ, قُراحٌ, طيبٌ ,عَبِقٌ
يروي فؤادًا كواهُ الوجدُ فاستعرا
"
"
تلك التي أينعت في قلب توأمها
تُسقى بحُبٍ فتهدي حِبّها ثمرا
"
"
يُطيعها الصبُّ إن شاءتْ وإن أمرتْ
والصبّ يُذعنُ للمحبوبِ إن أمرا
"
"
ما عابها شانئٌ, أو حاقدّ سمجٌ
إلا وعاد إلى الأدراج منكسرا
"
"
وما جفاها عصيٌّ بعد لهفتها
إلا وذاق وبال الهجر واعتذرا
***
محمد أحمد الدِّيَم ٢٠١٩/٢/٢٠م