شقاء
***
هُـوَ صَـائِـمٌ كُلَّ الشُّــهُوْرِ وَإِنْ فَطَــرْ
هَوَ غَـــائِبٌ عَـمَّا يَدُوْرُ وَإِنْ حَــضَــرْ
سَــيَظَلُّ مُضْنًى وَالسـِّــهَامُ تَنُوْشـُــهُ
طُوْلَ الْمَدَى مَا اجْتَازَ دَاْئِرَةَ الْخَطَــرْ
سَـــتَظَلُّ تَنْهَــشُـــهُ النَّـوَاْئِبُ طَـاْلَمَا
فِيْ يُسْـــرِهِ كَفَـرَ الْإِلَهَ وَمَا شَــــــكَرْ
أَوَلَـمْ يَكُــنْ بَيْـنَ الْجِــــنَاْنِ مُـــنَعَّمًا
فَـدَعَا الرَّحِيْمَ يُطِـيْلُ أَيَّامَ السَّـــــفَرْ
لِيُـبَـدِّلَ الْـمَــوْلَى جِـنَـانَـهَـمُ إِلَى
خَمْطٍ وسِــــدْرٍ لَا يُرَى فِيْهَا ثَـمَـرْ
أَوَلَمْ يَكُــنْ ذَا جَـــنَّــــــــةٍ يَهْـنَا بِهَا
فَسَرَى لِيَصْرِمَهَا- خَفَاءً - فِي السَّـحَرْ
فَـغَـدَتْ صَــرِيْـمًا لَا حَـيَـاةَ وَلَا ثَـرَى
وَكَـأَنَّـهَا رَمْضَــاءُ قُـدَّتْ مِـنْ سَـــقَـرْ
أَوَلَمْ يَكُـنْ بِيْنِ الْعَوَاْصِـــــــــمِ آمِـنًا
فِيْ رِيْفِهِ فِي الْبَادِيَاتِ وَفِي الْحَضَـرْ
حَتَّى إِِذَا عَـصَـفَ (الرَّبِيْـــعُ) بِرَبْعِـنَا
نَصَبَ الْخِــيَامَ وَهَدَّ عَــرْشَ (الْمُؤْتَمَــرْ)
أَمْسَـــى يَعُــضُّ مِنَ التَّحَسُّــرِ كَـفَّـهُ
وَيَهُزُّ جِذْعًا فِي سَــرَادِيْبِ ( الطَّفَرْ)
مَا هَــزَّهُ سَـــغِبٌ يَــرُوْمُ طُــعَــيْمَةً
إِلَّا وَتَسْــــقُطْ فَـوْقَ هَامَتِهِ حَــجَــرْ
أَعَـرَفتُـمَ الْمَعْــنِيَّ أَمْ لَمْ تَعـرِفُوا ؟؟
هَذَا الَّذِي يَقْتَاتُ أَوْرَاقَ الشَّـــــجَرْ !
***
محمد الدِّيَم