قِصّة كفاح
***
شاصِيغ لأجل الضّيوف
بَوح الحنايا قصيدة
واكتب بيان المشاعر
واضح بِصفحة جديدة
تُضاف لِسفر الخُلود
وااخُط تراحيبنا
بِعطر زهر الرّوابي
على جَبين الرّياحين
وعلى خُدُود الوُرود
ومِنْ بساتين قلبي
شاجمع رُذاذ الشّذا
واقطف قُلوب الغُصون
واهدِي ضُيُوفِي مَشاقر
رَيْحان خَضرا وسُوُد
مَنْ كان مِضياف سَخِي
يعصر ثِمار المَحبّة
ويشطر فُؤَاده شَطائر
الشّهم بِقَلبه يجود
لِكلِّ وافي أَبي
ويسكب وُدَاده عصائر
تروي جميع الحشود
يا مرحبًا بالضّيوف
مِليار مَرحب بكم
في كنف أرض البشائر
مَهد الإبا والصُّمود
أهلًا بمن زارنا
يفوق قَطر النَّدى
ترحيب طازج مُباشر
ما هَب علينا البَرُود
بالأمس كُنتم هُنا
والجَو أغبر كأيب
يشكى لِربَّ السَّما
والزَّرع ظامي وضامر
يحلم بِصوت الرُّعود
واليوم بعد المطر
الجو مُمتع وساحر
من حين صار (العروس)
رغم اضطراب الظُّواهر
في بُرج سَعْدَ السُّعود
ما مثل وجه (الدِّيَم)
زاهي يسرُّ النَّواظر
ولا كَمِثله ودُود
مُحال تلقى شبيه
لا في حدائق أوربا
ولا بأرض الجزائر
ولا بِمهد الهُنود
مليون هلا بالضّيوف
يا مَسهلا بالمُبادر
ويا مرحبا بالمدير
الشّهم وافي العُهود
أنتم رُموز الوفا
بكم نشدَّ الأواصر
ونزيل عَهد الرُّكود
من بعد طول الضَّنى
نبني جُسور الثِّقة
في ريفنا والحواضر
ونكسر جميع القيود
رعوي (الدِّيَم) يا حبائب
إنسان فاهم وواعي
كلّ عام يحقِّق نجاح
يعيش حياته مُناضل
والعمر قِصّة كفاح
ومعه بهذا بصائر
ويااا كم معه من شُهود
لو بس سألت الحقول
شِتشهد علوج المحافر
إنّه مُكافح وصابر
على العنا والصُّدود
ولو سألت الطَّريق
شِجاوبين الصُّخور
وشِتسمع لِصوت المجادر
صاغوا الإجابة زوامل
بِمنجزات الأسود
وعلى ضُلوع الضِّياح
تجد ثُغور السَّواقي
تبزي ضُروع السَّحاب
وعلى زُنود المحاجر
تظهر عليها أساور
مُحاذية لِلنهود
بِفضل ربّ الوجود
وثم الرّجال الأفاضل
السّد أصبح قريب
ولِكلِّ شَغمة بِيوت
الماء يُوصل بِبيب
مَشرُوع راقي وباهر
لا بَلبلة لا جُحُود
ولِكلِّ مَنزِل بعيد
بعد انتها الأولة
بُكرة بَتصبح قَريب
لِمُوو العَجَل واحبيب؟!
باقي لنا مَرحلة
نَجبِر بِكُلِّ الخَواطِر
ونُوفي بِكلِّ الوُعُود
مِنْ أجل شَرْبَه هَنِي
تَهُون كُلَّ الصِّعاب
وتَهُون كُلَّ المخاطر
ولا نِحَسِّب حِساب
لِجُهدنا والنُّقود
ولَو سَأَلت السَّوائل
شِتِسْمع جَوَاب الجُسُور
وشَتَصْغِي لِصَوت الصَّدى
يَعِيد هَمْسَ المَغائر
فاحْفَظ جَميع الرُّدود
كُلّ الإجابات تَحكِي
حَياة رَعْوِي نَشِيْط
طُوال عُمْره مُثابِر
يَفخَر بِإرْث الجُدُود
لَو كان حَالُه حَلا
وجَيبُه مَلِيء بِالدَّراهم
مَا كان شِجلِس مُرَاعِي
ولا شِفَكِّر يُسَافر
مَكرُوب خَلف الحُدُود
لَكِنْ يَسُوْقُه القدر
ومهما يطول العنا
لابُدْ تَصحُو الضَّمائر
وينمو اقتصاد الوطن
ونجني تُرابه جواهر
واللِّي مُهاجِر يعود
يا من قهرتَ المَشَقّة
وقصدت مِحرَابنا
مَخْطَر وثاني وثالث
مُخلص وتحمل بشائر
وما تَهِمَّ الصُّعُود
اليوم تَثمِر جُهُودك
وحان وقت الحصاد
لَمْلِمْ مَعانِي المَحَبّة
واجْني ثِمار الوفا
فالكلّ مَادح وشَاكر
شُكرًا لِكُلِّ الجُهُود
شُكرًا بِحجم السَّما
لِكُلِّ دَاعِم لنا
شُكرًا لِمَن زارنا
ما فاحَ عطر المشاقر
وعَبَقْ أريج الوُرُود
***
محمد الدِّيَم
٢٠٢٢/١١/٥م