الجمعة، 1 سبتمبر 2023


ورحلتَ — طاهرْ
يا كُتلةَ اطمئنان في جوفِ المخاطرْ

ها قد عبرتَ إلى البقاء
وإلى اللقاء
فجمعُينا لا شكّ عابرْ

وتركتنا
 ما بين مَذهُولٍ وحائرْ

ولإن رحلتْ!! 
أو فجأةً  غادرتَ حاضرنا
 فماضينا 
حنايانا
ذواكرنا
وطِيبَ الذّكرِ حاشا أن يُغادرْ

ولإن يُدثِّركَ الثّرى
مازلتَ تكتنف الذَّواكرْ

رغم النّوى
رغم المدامع والأسى
ستظلّ حاضرْ

ستظلّ في الوجدانِ حاضرْ
يانهدةً في السرِّ تختلجُ المشاعرْ

وتظلّ حاضرْ
يا رونقَ الرّيحانِ يا عَبَقَ المشاقرْ
***
محمد الدِّيَم
٢٠٢٣/٩/١ م

السبت، 1 يوليو 2023


أعــراس تمـضي وتأتي بعـدها أعـراس
واليـوم قلـبي يـزف للــكون أعـراســـه

غيث المسرّات أضحى يغمر الإحسـاس
ومن شذى السّعد رُوحي عطّر انفاســه

باهلي وصحبي تراني قد رفعت الرّاس
من ذا بغـير الحـبائب قـد رفـع راســه؟! 

مُـحـال لـلمــرء أن يهــنأ بـدون النّـاس
وما استراح في حياته من نسى ناسـه
***
محمد الدِّيَم

الثلاثاء، 27 يونيو 2023


تهنيئة
***

أُهـنِّــئـهُ فيَـغـمـــِرُني ســـُــــرُورِي 
                   وأطيَافُ الهَنا تَغـشَى شُـــــعُورِي

لِتَهنـِـئَةِ الشِّــغَافِ هــَفَا فُـؤَادِي
                       كَمَـا تَهفُو الفَرَاشُ إلى الزُّهُــورِ
***

بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير وفي خير ورزقكم الذرية الصالحة

محمد أحمد الدِّيَم

📰

📋 *قراءة تحليلية لمقال ( قرية الديم... ماذا تعرف عنها؟)*

🔸 *أولا:  عنوان المقال*

من خلال التركيز على عنوان المقال نجد: 
عبارة ( *قرية الديم*)  كتبت بالخط العريض وهذا يلفت نظر القارئ للمقال. 

عبارة ( *ماذا تعرف عنها؟*) سؤال يحفز القارئ على قراءة المقال. 

🔸 *ثانيا: مقارنة بين مستوى التعليم في تلك الفترة وحاضرنا*

من خلال التركيز في مضمون المقال نجد 
١- *المستوى  التعليمي للطالب الذي كتب هذا المقال وقدرته على التعبير عن منطقته حيث كان الطالب في الصف الثاني الثانوي* 

٢- *مدى نضوج ووعي الطالب واهتمامه بما تحتاجه منطقته من الخدمات، ومحاولته سرد معاناة أفراد مجتمعه في تلك الفترة التي لم يكن فيها وسائل تواصل إجتماعي، وكانت الصحافة من أهم وسائل الإعلام المتاحة للناس.*

٣- *قيام فرد متعلم يعتبر هو الوحيد في المرحلة الثانوية بواجبه تجاه مجتمعه، وذلك من خلال إصال رسالة كافة أفراد المجتمع للرأي العام من منبر الصحافة، وهو الدور الحقيقي لأي متعلم.* 



🔸 *ثالثًا: مضمون المقال*

المقال يتكون من ثلاثة محاور هي: 

🔹 *المحور الأول: تعريف بقرية الديم*
وفي هذا المحور ذكر الكاتب الآتي: 
*الموقع*
*عدد السكان*
كما حرص الكاتب أن يصف منطقته بأسلوب بلاغي مشوق

🔹 *المحور الثاني:  لفت انتباه القارئ لما تحتاجه القرية من مشاريع*
 حيث ذكر
👈🏼 *مشروع الطريق* والتي تم شقها قبل ٣ سنوات من نشر المقال، وكانت ترابية في تلك الفترة وتتعرض لتجريف السيول وبالتالي تحتاج إلى مسح بالمعدات الثقيلة كل عام، وناشد بهذا الخصوص هيئة تعاون صبر التي كان الاهتمام بالطرق من اختصاصاتها في تلك الفترة. 

👈🏼 *المدرسة* 
حيث أشار الكاتب إلى أن الأهالي قاموا ببناء فصلين في تلك الفترة، ومازالت المدرسة بحاجة إلى ٤ أو ٥ فصول

👈🏼 *الماء*
ذكر الكاتب إن المنطقة تفتقر إلى الماء

🔹 *المحور الثالث: سرد الكاتب بعض من معاناة أفراد المجتمع في تلك الفترة ومن تلك المعاناة:*

١- *ما يعانيه الطلاب أثناء ذهابهم أو إيابهم إلى المدارس في القرى المجاورة.* 
١- *ما تعانيه النساء والأطفال أثناء نقل الماء من المناطق المجاورة.*


🥀 *مقارنة بين تلك الفترة والوقت الحاضر*

لو قارنا بين احتياجات مجتمعنا في تلك الفترة ومعاناته وبين ما يحتاجه اليوم بعد مضي ٤٠ سنة من نشر المقال سنجد الآتي: 

🔸 *أولا: بالنسبة للطريق*
بعون الله وتوفيقه تم رصف الطريق ولم تعد بحاجة إلى مسح وإنما مازالت بحاجة إلى تكملة الرصف في بعض الأماكن، وإعادة الرصف في بعض الأجزاء. 

🔸 *ثانيا: بالنسبة للمدرسة*
بعون الله وتوفيقه تم بناء مدرسة حديثة ولكنها مازالت تحتاج للتكملة والتشطيب. 
كما إن معاناة طلاب وطالبات الثانوية مازالت مستمرة، فهم يذهبون يوميًا للدراسة خارج المنطقة

🔸 *ثالثا: نقل الماء من المناطق المجاورة*
اختفت هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة وما زال المجتمع إلى هذه اللحظة يكافح لتأمين حاجته من الماء

🌷 *الخلاصة*
ثلاثة خدمات أساسية ذكرها الكاتب في المقال يحتاج إليها المجتمع وهي: 
*المواصلات*
*التعليم*
*الماء*

وهي نفس الخدمات التي مازال المجتمع يكافح من أجل توفيرها إلى الآن، ومن خلال متابعتنا للنشاط المجتمعي لهذا العام نجد إن هذه الخدمات نالت اهتمامًا كبيرًا خلال الأشهر الماضية
 
💎 *بيت القصيد*

أهم ما في هذا المقال، وما دفعنا لتسليط الضوء عليه، وتحليله هو: 

🪷 *إن لمجتمعنا تاريخ نضالي طويل يمتد لأربعة عقود، في سبيل تحقيق العيش الكريم في ظل غياب الجهات الرسمية.* 

🪷 *أكثر من ٤٠ عاما ومجتمعنا يكافح من أجل البقاء، وهذا التاريخ الطويل من الكفاح هو ما يميزه عن غيره*

🪷 *اكثر من ٤٠ عاما من التعاون والتلاحم*

*لهذا لابد أن تتعرف الأجيال المتعاقبة على هذا التاريخ النضالي، وتعتز به، وتدرك أهمية المصالح العامة لتحافظ عليها وتسلك درب الآباء والأجداد وتقتفي أثرهم، وتقتدي وتحتفي بهم.* 

👍🏻 *فمن ليس له ماضٍ ليس له حاضر*

👇🏻 *وقتنا الحاضر*

في الوقت الحاضر وبعد ٣٨ عامًا من إنشاء المدرسة، هناك المئات من مخرجات التعليم في مختلف التخصصات

*والمفترض أن يكون لكل متعلم بصمة ودور في الجانب الإعلامي والعملي الذي يهدف إلى تحسين الخدمات، وتخفيف المعاناة عن المجتمع*

🪷🌷
*جزيل الشكر والتقدير لكاتب المقال، والشكر موصول للأخ عبدالكريم أحمد الذي احتفظ بنسخة من الصحيفة طوال العقود الماضية، إداركًا منه بأهمية المقال في تلك الفترة*

الأحد، 14 مايو 2023

بهواكَ (ماري) قد أخذتُ قراري
                    بل أنتَ من كُلِّ الغذاءِ خياري

يا أطيب الأصحابِ إن طالَ البقا
                      يا أمتع الرُّفقاءِ في الأسفارِ

يا خير ما يُهدى إذا حلَّ الهنا
                            للأهلِ للأحبابِ والزّوارِ

أنتَ الّذي بلقاك تيَّمتَ الحشا
                     ولأنتَ أحلا من جنى الأزهارِ

***
محمد أحمد الدِّيَم

الجمعة، 28 أبريل 2023

شيلة
***
سيل الحراود دفر يا شوقنا للسّيل
                    القلب واقف مراعي ينتظر سيله

في الغرب دردش علينا من عيون الغيل
                ولسيل معين هزيم نسمع مواويله

الماء في سدّنا طعمه امتزج بالهيل
                    وكلّ ظامي خرج يفتح براميله

ماء الحراود زلال لا طمي لا تحليل
              وأيِّ رعوي طلب في الحال ننديله

بيبات بكلِّ اتّجاه موصّلة توصيل
                 لكل شغمة بيوت غرفة وتحويلة

قولوا لمن قد بدا التّلبيس  والتّكحيل
                بدري يقوم للعمل وينشر طرابيله

بين البيوت والعمل تحت المدُقّة ميل
                 ومن تساهل ولم يحطاط يا ويله

عيش المحبّة يكون الحال  عال العال
                "وابعد عن الشّر يا خلّي وغنّي له" 

سلام للمغترب مرفق بورد اللّيل
                ومن غروس البلاد عشبين نهديله

وصغنا الهواجس قصيد في صدرها إكليل
            يا ابو عفيف فرصتك اسبك لنا شيلة

حمدًا لربّ العباد ما طار طير العيل
                 ربّاه أنت القدير وغيرك بلا حيلة

***
محمد الدِّيَم

الأربعاء، 5 أبريل 2023

للمغترب نلتقط في كل يوم صورة
              لمسقط الرأس وريحان الجبل والدور

نفس المهاجر  بوسط السجن مأسورة
                      وصورة البادية هي نافذة للنور

نظرة فقط للبلاد يالمغترب خورة
                       العين ما ترتوي من لمعة البلور

بالذات لو قريتك بالود معمورة
            وامزان تهمي على كل الهضاب والدور

كحل عيونك بها من غير فاتورة
                يا من تعاني البعاد ودالب المقدور

وان كان حالك كئيب والنفس مقهورة
             نظرة فقط وباتجد إن الفؤاد مسرور

أما إذا قريتك بالسيل مضرورة
              وصاحبك في ضنى وخاطره مكسور

طريق بعد المطر والهدم مبتورة
            وماء صافي زلال في السائلة مهدور

كم من أسر في البلاد يا صاح محصورة
كم في اليتيم من موتور بعد الهجيم محصور

كيف الحياة باتطيب في وسط قارورة
              وكيف باينشرح من صار هنا مأسور

شريان ينزف دما وانفاس محشورة
             وما يمر في الطريق إنسان ولا بابور

والغيث لما انهمر والعين مبهورة
               وبالسيول الجبل من كثرته مغمور

فجأة أتانا الضرر من جوف ماصورة
              هد الجدار الذي تحت السما معمور

سيل الحراود بقى في الجو نافورة
         والقلب تحت الضلوع يشعل كمالدافور

يكفي ملام أو عتب يكفي على صورة
            إن المحب يا شباب لو يلتقط معذور

والمغترب لو نأى اليوم أتى دوره
            يخفف الكرب على أهل الوفا مأجور
***
محمد الدِّيَم ٤/٣ / ٢٠٢٣م
أجَبتَ نِدَاءَ الخَيْرِ في الحَالِ يا (سَنَدْ) 
             وَأوْفَيتَ بِالمَطْلُوبِ يا خَيرَ مَنْ وَعَدْ

بَذَلْتَ لَنا المَعْرُوفَ مِنْ غَيْرِ عَائِدٍ
               وَكُنتَ نَصِيْرَ الأَهْلِ وَالعَوْنَ وَالمَدَدْ

وَأَكمَلْتَ ما الظَّمْآنُ في رَبْعِنا بَدَا
                 فَخَفَّفْتَ عَنَّا الجَهْدَ وَالكَدَّ وَالنَّكَدْ

عَلَيْكَ سَلامُ اللَّهِ مَا طارَ طائِرٌ
                وَما آبَ مَخْلُوْقٌ إِلى اللَّهِ أَوْ سَجَدٔ
***
محمد أحمد الدِّيَم

الاثنين، 20 مارس 2023


في الذكرى الأولى لرحيل أمي
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
العِيْدُ أُمِّيْ
مَالَنَا عِيْدٌ وَلَا
فَرَحٌ يُبَلْسِمُ جَرْحَنَا بَعْدَ الرَّحِيْلْ
أُمِّي الْهَنَاءُ هِيَ الْمُنى
وَهِيَ السَّنَاءُ هِيَ الشَّذَا
وهِيَ الصَّبَاحُ هِيَ الضُّحَى
وَهِيَ الْأَصِيْلْ
أُمِّيْ الْجَمَالُ
بِغَيْرِهَا فِيْ الْأَرْضِ لَا شِيْءٌ جَمِيْلْ
***
محمد الدِّيَم
٢٠٢٣/٣/٢١م

الأربعاء، 1 مارس 2023

غُصة البُن


غُصة البُن
***

وعشقتهُا منذُ الشّهورِ الأولى

                         فعشقتُ فيها بسمةً وحقولا

ونسائمًا تغدو لتلثمَ خدّها

                         وشوامخًا وسواحلًا وسهولا

الودُّ زهرٌ عابقٌ في كنْفها

                   هوتِ الرّبيعَ ولا تريدُ فصولا

فتوشّحت بالحسنِ كي تهنا بهِ

                   صار الجمال بِسَعدها موصولا

لم تنتهِ الأفراحُ من أحيائها

                   ما يعرف ُالفرحُ المقيم أفولا

بل ظلّ مَن عشقَ ( السّعيدةَ ) هانئًا

                   في كلّ حينٍ يحصدُ المحصولا

الحبّ يثمرُ للأنامِ فضائلًا

                  وغرامها وهبَ الأُباةَ ( فَضولا )

حتّى إذا عصفَ الشَّقاءُ بأمنها

                      بات الرّدى مُتجرّدًا مسلولا

يهوي على أعناق شعبٍ بائسٍ

                 ليريق - جورًا - من دماهُ سيولا

مِن هولِ ما يجري على أنحائها

                      غدتِ الدّيارُ خرائبًا وطلولا 

ما عاد للعقلِ الرّشيدِ مكانةٌ

                    العنفُ غيّب حكمةً وعقولا

كم أرهق البأسُ اللعينُ كواهلًا

                بات الشّبابُ من الخطوبِ كهولا !

من نفحةِ البارودِ تذوي بسمةٌ

                        السّعدُ أمسى واهنًا مغلولا

لا قيمةٌ للفردِ في أرضٍ إذا 

                    دقّ الشّنا للحاقدين طبولا

يغدو البريءُ لمن أُصيبوا حاملًا

                ويعودُ من جوفِ الرّدى محمولا !

فإذا صحا ممّا ألمّ بهِ ابتدا 

                يرثي الشهيد ويزدري المسئولا !

ويخاطبُ الوطنَ الجريحَ وقد بدا
                      
                       من ما دهاهُ مُطرِقًا وخجولا :

" وطني تتابعتِ النوائبُ والأذى

                     منذُ ابتلينا جاوزَ المعقولا !

يا عاليَ المقدارِ عُذرًا إنّني

                    أرجو لِعُذري من لَدُنكَ قُبولا

والعذرُ لا يكفي ولكن في الوغى

                     الموتُ يلجمُ مادحًا وعذولا !

 في خيمةِ الأحزانِ كلٌّ جاثمٌ

                     يترقّبُ المستقبلَ المجهولا

وسط الظّلام ندقُّ أبوابَ السما

                       سيظلُّ حبلٌ بيننا موصولا
                   
ربّاهُ فرج يا لطيف كروبنا

                        أنت القديرُ فحقّقِ المأمولا

مالي سواك إلهنا دومًا فما

                    يرجو امرؤٌ من قاتليهِ حلولا !
***
محمد أحمد الدِّيَم
٢٠١٩/٩/١٢م

الثلاثاء، 21 فبراير 2023


شقُّوا على دَربِ الشَّذابِ طَرِيقا
                       وَتَوحَّدوا بعدَ الشَّتاتِ فَرِيقا

الصَّقرُ مهما كانَ مَكبوتَ القُوَى
                      يَهوى الحَياةَ ويُتقِنُ التَّحلِيقا

أضحى وقَد كَسرَ القيودَ بِعزمِهِ
                      حُرًّا يُحلّقُ في الفَضاءِ طَلِيقا

لِلمرزوحِ التَّوّاقِ ألفُ تَحِيَّةٍ
                       وامنحهُ يا معبودَنا التَّوفِيقا
***
محمد الدِّيَم
٢٠٢٣/٢/٢١م

السبت، 18 فبراير 2023

Version Conflict: سيل المحبة. - شعر شعبي



سيل المحبة

***

اقلع عُروق الضّغِينة
من وسط قلبك بِرفقْ

وارفعْ حِضاضه ذراع
خلّي درُوبُه حَصِينة
سَيلَ المحبّة دَفرْ

دَرْدَش بقلبك لِساعات
مااا أجمله حين دَرَش
على تليم الضلوع
وفي شغافك حَفر

مَدَارش الحبّ تبقَى
لو كان سيلُه غزير

ومهما نبشتُه الطّيور
وهبّت عليه الرّياح
تدوم ترابه وتخربش
لابد يبقى أثر

ولو كان جداره ركيك
ما يصمد إلا قليل

سيل المحبّة قوي
يسيل من دون مطر

الحب سيله شديد
فتّت بمائه حِجار
كم من فؤاد انكسر

يااا بخت من كان فؤاده
على طريق السيول
واعباره من كلْ جهة
كل يوم سيله جديد

وكان جداره متين
ما هاب سيول (الحراود) 
ولا يهاب (الحريد) 

إذا امتلأ وارتوى
يبدأ من الرون يسفح
ومن حواف الوريد

يَسْقي شقيقه القريب
ويهدي شذاه للبعيد

تهوى عِناقُه الشّموس
وترتشِف من نّداه
في كل ساعة كؤوس
حتى تجفف لماه

إذا نفشت بالذري
على ترابه الخصيب
ينبت نبات المحبّة
رابي كزراع أيار

ما يمسي إلا سبول
تشبه محيا الحبيب

يا سُعد من ذاق جهِيشُه
من بعد ما يبسِلُه
على وقيد الشجن

شمُّه يدغدغ شغافك
معجون بزيت الولوع
واللون لون اللبن

ومسكين من كان فؤاده
مِنياس ما يرتويش
ظامي... ترابه... مغبر
مفروش عُروج قُطّبه

إذا نثرت بالبذور
ينبت مكذي مُصفّر
أما السّبول عَكّبَه

وااايا رقيق المشاعر
إتلم مقاشب فؤادك
وافتح سِداد العُبر

ولا تسهل بمسيل
 محمول على كف هايم 
في مدبش (الجُندَبة) 

سيل المحبّة غزير
لونُه يشابه عيونك
ينبض كرمشة جفونك
مشحون بالكهربه

إذا فؤادك غرام
أول ما يلقى سيوله
ينهض يهندم أموره
ويرقص على الذّبذبة

***
محمد أحمد الدِّيَم.  ٢٠١٨/٤/١٧م



الخميس، 19 يناير 2023

شوقٌ وحنين
***
الشَّوقُ شَوقي والحَنينُ حَنِيني
                    ولَواعِجي في مُهجَتي تَكوِيني

في كُلِّ حِينٍ والحَنينُ يُمِيتُني
                      فَمَتى وِصالِكَ سَيِّدي يُحيِيني

ما هَدَّني طُولُ التَّصَبُّرِ في الدُّجى
                     إلَّا وُلُوعي في الضُّحى يَبنِيني

وإذا ادْلَهَمَّتْ بِالقُنوطِ عَزِيمَتي
                     يَنزاحُ يَأسِي مِن ضِياءِ يَقِيني

بِالبُعدِ عَنكَ نُفُوسُنا قَد أَجدَبَتْ
                         وَأَخالُ حُبَّكَ مَنهلًا يَرويني

النَّفسُ عَطشى لِلِّقاءِ ولَيسَ لِي
                           إِلَّا اشْتِياقي عَلَّهُ يُدنِيني

فَمَتى؟؟ وَيَرتَعِدُ الفُؤَادُ مِنَ الجَوى
                    كَم مِن مَتى في لَحْظَةٍ تُردِيني

وَيَشُقُّ طُولُ الانْتِظارِ على مَتى
                     وَمَتى تُسَائِلُ: مالَّذِي يُثنِيني؟ 

يَا سَيِّدَ الثَّقَلَينِ وَصلُكَ بُغْيَتي
                      لا شِيءَ في دَارِ الفَنا يُغرِيني

مَهما تَبايَنَتِ المَحَبَّةُ في الوَرى
                   سَيَظلُّ حُبُّكَ في المَحَبَّةِ دِيني
***
يَا مَن عَلِمتَ مَتى الوُصالِ وأَنتَ مَن
                   يَا ذا الجَلالِ خَلَقتَنا مِن طِيْنِ

في جَوفِ حُوْتٍ قَد أُسِرتُ وَطَيبَةٌ
                          حُرِّيَّتي فِيها مَعَ يَقطِيني

رَبَّاهُ لا تَخفى عَلَيكَ صَبابَتي
                    فَلأنتَ أَقرَبُ مِن جِدارِ وَتِيني

بَلِّغ مُحِبًّا لِلحَبِيبِ مُرادَهُ
                        وَاروِ غَلِيلَ الشَّيِّقِ المِسكِينِ
***
محمد الدِّيَم

الجمعة، 13 يناير 2023


احتشاد الأسى
***
إِذا الرَّصِيفُ اشْتَكَا مِنْ زَحمةِ البُؤَسا
              فعرْشُ بَلقِيسَ يَشكُو زَحمَةَ الرُّؤسا

كِلاهُما يَشتَكي والحالُ مُختَلِفٌ
                 شَتَّانِ بينَ احتِشادٍ لِلسَّلا ، وأَسى

إِنْ تَهنأِ النَّفسُ مِن حَشدٍ يُأَنِّسُها
                    فَزَحمةُ الآهِ كَربٌ يَقطَعِ النَّفَسا

كَم حاكِمٍ وَعَدَ الجُمهورَ تَنمِيَةً
                      وبعدَ إدراكِهِ ما يَبتَغِيهِ نَسى

وهَل سَيَذكُرُ وَعدًا لِلفَقِيرِ وفي
              بَحرِ المَلذّاتِ أَرخى البالَ وانغَمسا!! 

مَنْ جاءَهُ اليُسرُ بعدَ العيشِ في كَدَرٍ
                   ما يُذكَرِ البُؤسُ إلَّا وجهُهُ عَبَسا

وهل يَرى البُؤسَ في وَجهِ الرَّعيَّةِ مَن
               يُراقِبُ الوَضعَ مِن نَظَّارةِ الجُلَسا؟! 

أَمْ يَسمعُ الآهَ مَن أُذُناهُ قَد أَلِفتْ
             مَدحَ المُداهِنِ والتَّصفِيقَ والعَسَسا؟! 

كم آفةٍ في حَشا الأوطانِ قد فَقُمَت
                  تُحيي الياليَ من تَنهِيدَةِ التُّعَسا!! 

لكِنَّ مَنْ يَنهشُ الإِملاقُ مُهجتَهُ
               لَم يَنسَ وعدًا على أَوجاعِهِ طَلسا

يَبِيتُ يَقضِمُ مِن خُبزِ الوُعودِ وإنْ
              زادَ الهُيامُ احْتَسى مِن عَلِّهِ وعَسى

فالشّعبُ ما كدَّرَ المسؤولُ عِيشتَهُ
                 إلّا ادَّعَى العُذرَ لِلمَسؤُولِ والتَمَسا

يأوي إِلى الوهمِ مِن آفاتِ واقِعِهِ
                ومِن دُجى لِيلِهِ كم يَحصُدُ الغَلَسا

حتَّى إِذا امتَدَّ مِن إِعيائهِ وغَفا
                    لِغَفوِهِ هاجَمَ التَّسهيدُ واختلَسا

لا تَحسَبَنَّ اضطِجاعَ المُبتَلى سِنَةً
                  وإنْ رأيتَ - يَقِينًا-  طَرفهُ نَعسا

في غَمرَةِ الكَربِ والآمالُ قَد قَصُرَت
                    تَداخلَ الحَقُّ بِالبُهتانِ والتَبَسا

لن يَعرِفَ الحَقَّ مَن إِبْلِيسُ عَلَّمَهُ
                     مَهما تَلا سُوَرَ القُرآنِ أو دَرَسا

***
محمد أحمد الدِّيَم