العاشقون إلى الأبد
… .
يا مَنْ بُليتْ
وشكوت من ألمًا تلظّى في العيونِ .. وقدْ بكيتْ
أوَقدْ نسيْتْ
لمّا تناولتَ الدواءْ
في جلستينِ على الهواءْ
في حينها…
بسنائِها كحّلتَ كِلتا مُقْلتيكْ
وشهقتَ أول ما رأيتْ
فطفقتَ تمْسحُ - مُطربًا - فوق الجفونِ براحتيكْ
ولها هويتْ
ومضيتَ كالهيمانِ ترشفُ سحرها..
مازلتَ ترشفهُ عقودًا ما ارتويتْ !!
واليوم غادرتَ الديارْ
ولغيرها يا عاق غيرت المسارْ
فلقد رحلتَ وما سألتْ
عنْ ما اعتراها واستجدْ
ضَعُفَ النّظرْ
وهمت دموعك كالمطرْ
وبحُرقةِ الآلام يا هذا اكتويتْ
وبحثت عن كل البدائل للدواءِ فما لقيتْ
بحث الجميع كما بحثتْ
لكنّ فردًا ما وجدْ !
مهما استعدّ أوِ اجتهدْ
ونسيتها…
وهي نستكَ كما نسِيْتْ
وغدت تقول :
( أذهب بعيدًا غير مأسوفًا عليكْ )
أسفي عليكْ
فالعاشقون بلا عددْ
والمدمنون سنائِها..
ونسيمها…
يتضاعفونْ
وعلى نسائمِها هنا يتنافسونْ
أمّا الدواء فما نفدْ
يا من تُكبلهُ المخافةُ والرمدْ
أوما قرأتَ بصفحة التاريخ عنهم ما كتبْ
فلقد كتبْ :
( هم عاشقون إلى الأبدْ )
والعاشقونْ…
كالروحِ في جوفِ الجسدْ
والروحُ لو رحلتْ عن الجسد الذي…
نُفِختْ بداخلهِ فسدْ
ولذا فإنّ شعارهمْ :
( أحَدٌ… أحدْ )
( أحَدٌ… أحدْ )
يا منْ ظننتَ مُكابرًا…
أنْ تذبلَ الأشجار والأزهار في هذا البلدْ !!!
*******
محمد أحمد الدِّيَم
٢٠١٧/٧/٣١م
http://mohmmaddiam.blogspot.com/2017/08/blog-post_3.html?m=1