زائرُ السَّعد
***
بشذا (مشاقرنا) وغُصنِ شذابِ
رحّبتُ بالغالين في محرابي
يا مرحبًا بكَ شيخنا فقلوبُنا
لضيوفِنا مفتوحةُ الأبوابِ
يشتاقُ محرابُ الجمالِ لطيفِكم
شوقًا يفوقُ تشوّقَ الأحبابِ
يشتاقُ ما ذاقَ العناءَ لوصلِكم
شوقَ الثّرى الظّامي لغيثِ سحابِ
لو أنّ روحي كان رهنَ إشارتي
لفرشتُ قلبي، مهجتي، أهدابي
ولنا بأن نشتاق للوصلِ الذي
ها قد تحقّقَ بعد طولِ غيابِ
مَنْ ذا الذي ما اشتاقَ يومًا للضّيا
أوْ لم يشُقْهُ شيخُنا المُتصابِ
(العامري) ُّ قريبُنا وصديقُنا
يبقى الدّليلُ تطابقُ الألقابِ
ها قد أتيتَ مُكرّمًا وعيونُنا
ترنو إليكَ بنظرةِ الإعجابِ
يا فاضلًا نفعَ الكِرامَ بسعيهِ
وببذلهِ، يرجو رضا الوهّابِ
النّاسُ تقصدُ بحرَكم بجرارِهم
وقصدتُ بحرَكَ حاملًا أكوابي
فالكوبُ يَسهلُ مِلأهُ من فيضكم
والقصدُ والتّخفيفُ من آدابي
في القلبِ همٌّ قد تعاظمَ شأنُهُ
فبدا يبوحُ بهمّهِ وبما بِي
لا شكّ أنّكَ قد عبرتَ سِراطنا
واجتزتَ فيهِ لفّةَ (النّبنابِ)
ذاك الذي مازالَ يُقلقُ أهلَنا
وأذاقنا والنّاسَ سوطَ عذابِ
فأنا كغيري مُتعبٌ من عُسرهِ
وبهِ تُعرقلُ عودتي وذهابي
لكنّهُ بالرّغمِ من بأسائهِ
فيهِ نُهى كهلٍ وروحُ شبابِ
فلكم تلهّفَ في شبيبتِهِ إلى
غُنجِ (الجلنتِ) ووثبةِ (الدّبابِ)
ولكم تغنّى بالوعودِ فلم ينلْ
هِبةَ البخيلِ ومِنحةَ الكذّابِ
كلّ الوعودِ تبخّرت وتبدّلت
في ذهنهِ سُحبُ النّدى بسرابِ
أمسى يتوقُ إلى تحسُّنِ حالِهِ
لا أن يظلّ مُشوّهً بخرابِ
فاشفقْ عليهِ عساكَ تسترُ عيبَهُ
غطِّ العيوبَ بأروعِ الأثوابِ
اكسِ الضّريرَ لكي تنالَ فقيهنا
أجرَ المُجيبِ بدعوةِ الرّكابِ
اكسِ العديمَ فربُّنا يهبُ الجزا
من يكسِ عريانَا بخيرِ ثوابِ
مَن للإلهِ فِعالهُ وجهودهُ
يُدخلْهُ جناّتٍ بغيرِ حسابِ
***
محمد الدِّيَم
