على خط الضباب
…
نازِحْ مــُروّحْ.. بأيــامِ الصّــــرابْ
الشّــوق أحْــرقْ ذبائِــلْ مُهجــتهْ
بكّرْ مُســافِرْ.. على خــطّ الضّبابْ
راكبْ همــومه.. مرافق أُسْــرتهْ
زيّنْ جبينهْ.. بأغصــانِ الشّــــذابْ
كُلْمَا تِهــزهــز.. تفاقدْ كُفْيَــتهْ
يحصي الثّواني ويحســبها حسابْ
في كلّ لحظةْ.. يناظرْ ســاعــتهْ
طرفهْ المتيــّمْ.. يطــوّقْ التّــبابْ
يبث شِــجُــونهْ.. ويحكي قِصّــتهْ
وأنفهْ المهــيّمْ.. ينشّــقْ التُّــرابْ
خَيــْنا شــِنَسّــمْ روائِــح تُربتــهْ
إذا تناســى سِــني ن الإغتِرابْ
ومشــقّةْ البعدْ.. تخــونهْ نُهدتهْ
من قبل عامينْ هَجَرْ عُشّهْ وغابْ
وعناكب البُعــدْ تنســِجْ غُصّــتهْ
هَجْر الحبائبْ على الوافي عذابْ
يمضغْ سرورهْ ويرشــفْ بسمتهْ
واليوم مروّحْ بأشــواقِ الشّــبابْ
وعلى طريــقهْ يكَــرِّعْ بهجــتهْ
ويعزفْ حنينهْ على صوتِ الرّبابْ
قصْــدهْ ومُــرادهْ يعانقْ قريتــهْ
فصّل ولوْعُهْ على جِســمهْ ثيابْ
ومِنْ عِطــْرْ روحهْ عطّــرْ بدلتهْ
ولما رآها تعانِــقْ السّــحــابْ
صــَفّقْ فؤادهْ وسَــالتْ دمعتهْ
لواعج الشّــوقْ ســخنّتهْ وذابْ
ذابتْ ضلوعه.. ْ بأحشــا لوعَتهْ
أقبلْ مُكــوّرْ ويجــتازْ الهِضابْ
عَاتِلْ لِحُبّــهْ… تَقُودهْ فرحتُــهْ
تستقبلهْ الوردْ والاغصان الرطابْ
حتى الحشــائشْ تقبِّــلْ رُكبتهْ
والصّخرْ فرحانْ مِنَ الأفراحِ ذابْ
واقفْ يسَــلّمْ و يبارك خطــوتهْ
والورد رحب ..مع كل الشعاب
حتى المزاريب تداعب غُطرته
ومَن تِسَــاءلْ.. عن حالهْ أجابْ
نحمد إلهي ونَشــكرْ نِعمــتهْ
ومُذكِّراتهْ… جَمعْها في كتابْ
وعلى غِلافهْ… أنزل صــوْرتهْ
***
محمد أحمد الدِّيَم ٢٠١٧/٩/٢٠ م