كواكبُ العلم
***
مِن حقّنا اليوم في(المحرابِ) نحتفلُ
مادامَ فوق رُبانا يُزهِرُ الأملُ
قد آن للحُسنِ أن يبدو بحُلّتهِ
وبالسّناءِ عيونُ الخلقِ تكتحلُ
محرابُنا (مَشقُرٌ) يزهو(العروسُ) بهِ
في قلبِهِ الغضّ ألقى عِطرَهُ الجبلُ
لو ظنّهُ النّاسُ أشجارًا ورابيةً
فمِن زهورِ الرّوابِي يُنتجُ العسلُ
مِن شُرفةِ المجدِ صِغتُ الحرفَ مُبتهجًا
ببُردةٍ من خيوطِ الشّمسِ يَشتمِلُ
سأنظمُ الشّعرَ في زوّارِنا طرِبًا
لكنّني من (مُعاذٍ) مُطرِقٌ خَجِلُ
وكيفَ لا يخجلُ الإنسانُ من حَرمٍ
من حالِهِ تدمعُ الأرواحُ والمُقلُ
الرّيحُ في جوفِهِ المنخورِ مُحتفِلٌ
والماءُ من سطحِهِ المخرومِ ينهملُ
السّقفُ تهمي على أجسادِنا مَطرًا
ومِن خواءِ وعودٍ يقطرُ المَلَلُ
جدرانُهُ تنهشُ الأجسادَ من عوزٍ
والطّفلُ بين نيوبٍ حولهُ وجِلُ
فطالبُ العلمِ معشوقُ التّرابِ هُنا
وبالغبارِ مع الأستاذِ يغتسلُ
أعوامُ تمضي بلا عونٍ ولا سندٍ
غابَ الجميعُ ! فلا جاءوا ولا سألوا
طالَ العذابُ على أطفالِنا فمتى
يرِقّ قلبٌ وهذا الصّرحُ يكتملُ؟!
يا من تناسيتَ هذا الصّرحَ يوم غدا
بمخرجاتِ (مُعاذ) ٍ يُضربُ المثلُ
بين الحصى والثّرى أجيالُنا نبغوا
جِينُ النّبوغِ من الأجدادِ ينتقلُ
تتلمذَ الجيلُ بعد الجيلِ مُذ نشأوا
والماهرونَ إلى غاياتهم وصَلوا
وأنتَ يا من تراخى عن دراستهِ
ما هكذا يا صغيري تورد الإبلُ
بالعلمِ كم نابغٍ سَرّ القلوبَ وقد
نشا فقيرًا لشوكِ البؤسِ ينتعلُ
إن يرفعِ المالُ مخلوقًا بشوكتهِ
بالعلمِ يسمو على أقرانهِ الرّجلُ
كواكبُ العلمِ طول الدّهرِ ما أفلت
أمّا نجومُ السّما بالنّور كم أفلوا
لولا المُعلّمُ،لولا العلمُ ما ازدهرت
في عالمِ اليومِ أقطارٌ ولا دولُ
العلمُ يسعدُ شعبًا واعيًا ولكم
تجرّعَ المُرَّ والخيباتِ من جهلوا
والجهلُ يهدمُ مجدًا كان مَفخرةً
ومِن حشا الجهلِ دومًا يُولدُ الفشلُ
شُكرًا لمن أسّسوا للعلمِ مدرسةً
شكرًا لمن في سبيلِ اللهِ ما بخلوا
وفي الختامِ ارفعوا كفّ الرّجاءِ لكي
ندعو عظيمَ الرّجا دومًا وانبتهلُ
يُثيبُ مَن يبذلون المالَ مأثرةً
واشمل بفضلكَ يا مولايَ مَن عملوا
وارحم إلهي جميع العائشين وهَبْ
حُسْنَ الثّوابِ أحِبّاءً لنا رحَلوا
والختمُ أزكى صلاتي والسلام على
من باتَ في ليلةِ المعراجِ يرتحلُ
فوقَ البُراقِ إلى الأقصى سَرَى وبهِ
صلّى إمامًا وصلّى خلفهُ الرُّسلُ
***
محمد أحمدالدِّيَم
٢٠٢١/٣/١٥م
حفل تكريم الأوائل _ مدرسة معاذ بن جبل- الديم