الجمعة، 22 مارس 2019

مسك الختام



*مسك الختام*

***

حَمدًا لمن جعلَ العسيرَ يسيرا

                        ربٌّ خبيرٌ.. يُحسنُ التّدبيرا
"
"

فهو الذي غمرَ الأنامَ بلطفهِ

                     وبفضلهِ أضحى القليلُ كثيرا
"
"

يا من جهلت بفضلهِ وبلطفهِ

                       بل غالبًا ما خانكَ التقديرا
"
"

قُلْ للحراودِ إن بلغت مقامهُ :

                  يا شامخًا هل ما تزال خطيرا ؟!!
"
"

سيجيبُ لا !! فلقد وجدتُ آوادمًا

                        لا يَرهبون إذا أتوا  تحذيرا
"
"
ومتى تراجع من يُفوّض أمرهُ

                         أعظِم بربّي هاديًا ونصيرا
"
"

أوما ترى رُكنَ الرّياحينِ الذي

                   قد كان يومًا مُرعِبًا وعسيرا ؟!
"
"

ها قد غدا بعد القساوةٍ والجفا

               سِرْجًا على ظهرِ السحابِ وثيرا !!
"
"

وترى على أقصى اليمينِ أرائكًا

                      وعلى اليسارِ مجالسًا وسريرا
"
"

في النصفِ من كانونِ هُم شرعوا البنا

                 غرسوا الحجارَ ووافقوا التشجيرا
"
"

وعلى ضلوعي قد أقاموا جِدولًا

                    اسمعْ لهُ قبل المصيفِ هديرا
"
"

رشفتْ صخوري من ندى هاماتهم

                 حتى غدت ممّا احتسَتهُ حريرا
"
"

لا تعجبنّ إذا وجدتّ بخافقي

             في الصيفِ من بعدِ الجفاف غدِيرا
"
"

اللهُ يُخضعُ كل أمرٍ مُعضِلٍ

                         لو شاء جَمّلَ مُنكرًا ونكيرا
"
"

وهو الذي يُحصي فِعالَ عبادهِ

                  ما غابَ عن مولى الجلالِ  نقيرا
"
"

من يزرعَ الأزهارَ في مُهجِ المُنى

                       حتمًا سيجني بهجةً وعبيرا

***
محمد أحمد الدِّيَم
٢٠١٩/٣/٢١م


الخميس، 14 مارس 2019

ركن الرياحين



ركن الرياحين

***

رُكن الرّياحين أهدَى الروحَ ريحانا

واروَى بشهدِ اللقا من كان هيمانا
"
"

على بساطِ الرّوابي فيهِ مُتكأٌ

يُغري بما حازهُ الإنسانَ والجانا
"
"

تغار منهُ سحابُ الشّوقِ لو صعدتْ

فتسكبُ الدّمعَ في أعلاهُ أمزانا
"
"

حتى النسائم مُذْ ألفتهُ ما برحتْ

تُقَــبِّل الرّكنَ أحجارًا وبُنيانا
"
"

من حقّها إن نَست في قُربِ حضرتهِ

أو أهملت بعدَهُ عُشــبًا وأغصــانا
"
"

فحضرةُ الرّكنِ بالريحانِ مقترنٌ

وبالشــّذابِ تراهُ اليوم مُــــزتانا
"
"

يا بخت من زارهُ حتى على عجلٍ

وكحّلَ الطّرفَ بالمحرابِ مجانا
"
"

على ضفافِ المُنى من جاءَ سوفَ يرى

الدّورَ أزهارَ والمحرابَ بستانا
"
"

فيرشفُ الحُسنَ من أزهارِ باقتهِ

مهما احتسى حُسنها ما انفكَّ ضمآنا
"


آذار هذا بما يحويهِ من شظفٍ

فكيف يا ذاكَ إن نادمت نيسانا
"
"

هوى المحبين زيغٌ في شريعتنا

إلا محبٌّ هوى في الكون أوطانا

***
محمد أحمد الدِّيَم ٢٠١٩/٣/١٣م

الجمعة، 1 مارس 2019

دفنوكَ هاشم


دفنوكَ هاشم

***

دفنوكَ هاشم

حَثّوا التّرابَ عليكَ فجر اليومِ واختتموا المراسم

لكنّ صوتَكَ ما يزالُ يُدغدغُ الأشجارَ

والأحجارَ

والأطيارَ

بل سيظلُّ في كلِّ المواسم

وسيستمرُّ صَداهُ ينتزعُ بتسامتٍ مُثبّتةً بأفواهِ الأوادم

دفنوكَ هاشم مثلما في الأمسِ خلق الله

قد دفنوا ابن عبدالله

وابن هزاعِ  والمجهولُ قادم

فجَرَتْ على وجناتِ محرابِ الجمال مدامِعًا

سَقّى بجدولِها الموادم

فإذا رأي الأبصارَ ترقُبُهُ

دنَتْ يدهُ

تُجفّفُ دمعهُ الجاري - بأطراف الغمائم

وعلى جوانبهِ التّلالُ الشّمُّ تسْألهُُ

ما يُبكيك ؟؟

وإلى متى تبكي؟

حتى تردّدَ في دروبِ السّمعِ

 صوت الحالِ يخبرُ كلّ من واسَهُ

عن محرابنا المكلومُ من كُثر النوائب والمغارم

ونضنّهُ منهُ !!

فهو الذي قد قال مرّاتٍ لنا عنهُ :

من حقهِ يبكي !

ويُسمِعُ صَوتهُ المحزون في كل العواصم

فهو الذي لا يَعرفُ المكتوبَ في وجهِ القوائم

ولقد رأى

أركانهُ تهوي !!

كما يخشى انهيار المجد إن هوتِ المرادم

 والمجد إن أركانهُ سقطتْ, فهل سيظلُّ قائم؟!
***
محمد أحمد الدِّيَم
 ٢٠١٩/٢/٨م