أَطلالُ
***
مَا لِلرَّغِيْفِ هَزِيْلًا لَا يَكَادُ يُرى؟!
هَلْ مَسَّهُ الضُّرُّ أَمْ أَوْدى بِهِ الْوُزَرا؟
يَا مُطْعِمَ الْجُوْعِ أَطْلالَ الرَّغِيْفِ تَرى
هَلْ يُشْبِعَ الْجُوْعَ خُبْزٌ رَقَّ وَانْدَثَرا؟
الْبُؤْسُ حَطَّ نُفُوْسًا بَعْدَ رِفْعَتِها
كَمْ خَاطِرٍ شَقَّهُ الْحِرْمَانُ وانْكَسَرَا
كُلُّ الْعَناقِيْدِ ما أَرْوَتْ غُلالَتَنا
كَلَّا وَلَمْ نَتَّخِذْ مِنْ عِذْقِها سَكَرا
حَتَّى الرِّياحُ أَشاحَتْ عَنْ مَرابِعِنا
وَأَضْرُعُ السُّحْبِ جَفَّتْ وَالهَوَا اسْتَعَرا
أَمَّا الْيَنابِيْعُ غَارَتْ بَعْدِ غُزْرَتِها
وَأَبْحَرَ الْبَحْرُ نَحْوَ التَّيْهِ وانْحَسَرا
مَا حِيْلَةُ الْفَرْدِ إِنْ جَفَّتْ مَوَارِدُهُ
وَعَاصِفُ الضَّيْمِ - سُخْطًا - فَتَّهُ وَذَرا؟
مَا مُنْيَةُ الطِّفْلِ إِنْ شَابَتْ طُفُوْلَتُهُ
وَحَجَّ حَوْلَ مُنَاهُ الْيَأْسُ وَاعْتَمَرا؟
مَا قِيْمَةُ الْعَيْشِ فِيْ دُنْيا الْوُحُوْشِ إِذا
ماتَ الضَّمِيْرُ فَلا تَلْقى بِها بَشَرا؟
تَنْمُوْ الْكُرُوْشُ عَلى أَنْقَاضِنا وَلَكَمْ
مِنْ مُتْخَمٍ مَا رَأى مِنْ كَرْشِهِ الْفُقَرا
مَاذا ؟؟ وَغِيْضَ سُؤالِيْ فِيْ تَحَيُّرِهِ
مِنْ بَعْدِ مَا ضاقَ صَدْرُ الصَّبْرِ وانْفَطَرا
يَا حَارِسَ الْعَرْشِ هَلْ بِلْقِيْسُنا رَجَعَتْ؟
أَمْ زُخْرُفُ الْمُلْكِ فِيْ الْأَقْصَى لَهَا أَسَرا؟
غَابَتْ مَعَ الْعَرْشِ ،غابَ الْعِزُّ مُذْ رَحَلا
وَآمَنَتْ حِيْنَما عِشْتارها كَفَرا
فِيْ غُرْبَةِ الْمُلْكِ أَحْفادٌ لَها قَنَطُوْا
مِنْ حُرْقَةِ الْغَيْظِ ثَارَ الشَّعْبُ وَانْصَهَرا
مَا ذَنْبُهُمْ إِنْ هِيَ بِالْعَهْدِ قَدْ نَكَثَتْ
أَوْ أُغْرِمَ الصَّرْحُ بِالسِّيْقانِ وانْبَهَرا؟
مَا ذَنْبُهُمْ نُكِّسُوْا مِنْ بَعْدِ عِزَّتِهِمْ
صَارَ الصُّعُوْدُ انْحِدارًا وَالْأَمامُ وَرا؟
بِلْقِيْسُ عُوْدِي إِلَيْنا ، لَمْلِمِي وَطَنًا
إِثْرَ الرَّحِيْلِ تَشَظَّى الْعِقْدُ وانْتَثَرا
إِنَّ الْمُلُوْكَ إِذا ابْتَزُّوْا إِرادَتَنا
صَارَ الْكِبارُ دُمًى فِيْ مَلْعَبِ الْأُمَرا
***
محمد أحمد الدِّيَم