سيل المحبة
***
أِقلع عُروق الضّغِينة
من وسط قلبك بِرفقْ
وارفعْ حِضاضه ذراع
خلّي درُوبُه حَصِينة
سَيلَ المحبّة دَفرْ
دَرْدَش بقلبك لِساعات
مااا أجملِه حين دَرَش
على تليم الضلوع
وفي شغافك حَفر
مَدَارش الحبّ تبقَى
لو كان سيلُه غزير
ومهما نبشتُه الطّيور
وهبّت عليه الرّياح
تدوم ترابه وخربش
لابد يبقى أثر
ولو كان جداره ركيك
ما يصمد إلا قليل
سيل المحبّة قوي
يسيل من دون مطر
الحب سيله شديد
فتّت بمائه حِجار
كم من فؤاد انكسر
يااا بخت من كان فؤاده
على طريق السيول
واعباره من كلْ جهة
كل يوم سيله جديد
وكان جداره متين
ما هاب سيول الحراود
ولا يهاب الحريد
إذا امتلأ وارتوى
يبدأ من الرون يسفح
ومن حواف الوريد
يَسْقي شقيقه القريب
ويهدي شذاه للبعيد
تهوى عِناقُه الشّموس
وترتشِف من نّداه
في كل ساعة كؤوس
حتى تجفف لماه
إذا نفشت بالذري
على ترابه الخصيب
ينبت نبات المحبّة
رابي كزراع أيار
ما يمسي إلا سبول
تشبه محيا الحبيب
يا سُعد من ذاق جهِيشُه
من بعد ما يبسِلُه
على وقيد الشجن
شمُّه يدغدغ شغافك
معجون بزيت الولوع
واللون لون اللبن
ومسكين من كان فؤاده
مِنياس ما يرتويش
ظامي... ترابه... مغبر
مفروش عُروج قُطّبه
إذا نثرت بالبذور
ينبت مكذي مُصفّر
أما السّبول عَكّبَه
وااايا رقيق المشاعر
إتلم مقاشب فؤادك
وافتح سِداد العُبر
ولا تسهل بمسيل
محمول على كف هايم
في مدبش الجُندَبه
سيل المحبّة غزير
لونُه يشابه عيونك
ينبض كرمشة جفونك
مشحون بالكهربه
إذا فؤادك غرام
أول ما يلقى سيوله
ينهض يهندم أموره
ويرقص على الذّبذبة
***
محمد أحمد الدِّيَم. ٢٠١٨/٤/١٧م