رثاء الشاعر الكبير فيصل البريهي
***
ورحلتَ عنّا دونما استئذانِ
فتركتَ مركبنا بلا رُبّانِ
تجري بهِ الأمواجُ في لُججِ الدّجى
وبجزرها ينأى عنِ الشّطﺂنِ
سيظلّ ينأى طالما أفلَ الضّيا
لا شيءَ يرشِدهُ سوى التّيهانِ
غادرت مملكةَ القوافي فيصلًا
ها قد غدت ثكلى بلا سلطانِ
يا آخرَ الشّعراء في عهدِ الضّنى
قسمًا بأنّ رحيلكم أبكاني
والحرفُ يبكي كامدًا لِبكائهِ
تجري دموعُ فصاحةٍ وبيانِ
ستظلُّ ما عاشت تسيلُ مدامعٌ
تبكي فراقَ الشّاعرِ الإنسانِ
ولها بأن تبكي الأديبَ وقد بدا
بعد الكمالِ مؤشّرُ النّقصانِ
فتضاعفت أشجانُ شعبٍ بائسٍ
الجرحُ بعد أديبنا جرحانِ
ما في الشّعوبِ كشعبنا فلطالما
نهشت حشاهُ مخالبُ الأحزانِ
بالموتِ يفني كلّ حيٍ ها هُنا
بل كلّ مَن فوقَ البسيطةِ فانِ
لكنّ مهما الموتُ فرّق بيننا
ذِكراكَ تستعصي على النّسيانِ
رحماتُ ربّ الكونِ تغشاكم ومَنْ
ذا يرحمُ الفاني سوى الرّحمنِ
***
محمد أحمد الدِّيَم ٢٠٢٠/٢/٧م
