شوقٌ وحنين
***
الشَّوقُ شَوقي والحَنينُ حَنِيني
ولَواعِجي في مُهجَتي تَكوِيني
في كُلِّ حِينٍ والحَنينُ يُمِيتُني
فَمَتى وِصالِكَ سَيِّدي يُحيِيني
ما هَدَّني طُولُ التَّصَبُّرِ في الدُّجى
إلَّا وُلُوعي في الضُّحى يَبنِيني
وإذا ادْلَهَمَّتْ بِالقُنوطِ عَزِيمَتي
يَنزاحُ يَأسِي مِن ضِياءِ يَقِيني
بِالبُعدِ عَنكَ نُفُوسُنا قَد أَجدَبَتْ
وَأَخالُ حُبَّكَ مَنهلًا يَرويني
النَّفسُ عَطشى لِلِّقاءِ ولَيسَ لِي
إِلَّا اشْتِياقي عَلَّهُ يُدنِيني
فَمَتى؟؟ وَيَرتَعِدُ الفُؤَادُ مِنَ الجَوى
كَم مِن مَتى في لَحْظَةٍ تُردِيني
وَيَشُقُّ طُولُ الانْتِظارِ على مَتى
وَمَتى تُسَائِلُ: مالَّذِي يُثنِيني؟
يَا سَيِّدَ الثَّقَلَينِ وَصلُكَ بُغْيَتي
لا شِيءَ في دَارِ الفَنا يُغرِيني
مَهما تَبايَنَتِ المَحَبَّةُ في الوَرى
سَيَظلُّ حُبُّكَ في المَحَبَّةِ دِيني
***
يَا مَن عَلِمتَ مَتى الوُصالِ وأَنتَ مَن
يَا ذا الجَلالِ خَلَقتَنا مِن طِيْنِ
في جَوفِ حُوْتٍ قَد أُسِرتُ وَطَيبَةٌ
حُرِّيَّتي فِيها مَعَ يَقطِيني
رَبَّاهُ لا تَخفى عَلَيكَ صَبابَتي
فَلأنتَ أَقرَبُ مِن جِدارِ وَتِيني
بَلِّغ مُحِبًّا لِلحَبِيبِ مُرادَهُ
وَاروِ غَلِيلَ الشَّيِّقِ المِسكِينِ
***
محمد الدِّيَم