الاثنين، 26 نوفمبر 2018

احتضار الشر




احتضار الشر

***

لن يهنأ النّحلُ والدّبورُ ينتظرُ

ولن يردّ الرّدى سمٌّ ولا إبَرُ


ما كان للخيرِ أن تبقى فسائِلهُ

مادام حامَ على أوراقِها الخطرُ


فغفلةُ النّاسِ تمهيدٌ لمهلكهم

مخالبُ السّوءِ لا تبقِي ولا تذرُ


لا بدّ للخيرِ من سورٍ يصوِّنهُ

على حِماهُ سهامُ الشرّ تنكسرُ


يا باغيَ الشرّ إنّ الشرّ منهزمٌ

أما تراهُ على بلواهُ يحتضرُ


فالخير آتٍ وإن أبطا تقدّمهُ

بعد الشتاء يقينًا تعبقُ الزهرُ


كم أخصبَ الكونُ في أمنٍ وفي دِعَةٍ

وفي رياضِ المُنى كم أينعَ الثمرُ


قد آن للسّلمِ أن يخضرّ ثانيةً

لتهنأ النحلُ والأشجارُ والبشرُ


***
محمد أحمد الدِّيَم. ٢٠١٨/١١/١١م

الجمعة، 23 نوفمبر 2018

شكر وعرفان



شكر وعرفان

***

نحو ( المراغةِ )قد شددتُ ركابي
والشوق يسبقني إلى الأبوابِ
"

ها قد أتيتُ وفي يميني زهرةٌ
وحملت في يسراىَ غصنُ شذابِ
"

يا من أناروا الدرب في غسقِ الدجى
ها قد أتينا بعد طول غيابِ


في مهجتي كتب الوفاءُ قصائدًا
لم ينظموها أمهرُ الكتابِ
"

( ديم )ُ المروءةِ ما نست مجهودكم
أطيافكم رُسمت على الأهدابِ
"

ها قد أتيتُ إلى هنا متشكرًا
ومعبرًا عن منتهى إعجابي
"

بكوادرٍ مسحوا الظلام بنورهم
أروا الظما من أعذبِ الأكوابِ
"

فهمُ النّجومُ إذا البسيطة أظلمت
وإذا أُضيأت هم أولوا الألبابِ
"

جُمل الثّناءِ إذا رأتكم تنحني
خجلانةً  في حضرةِ الأقطابِ
"

ولذا سألنا ذو الجلال يثيبكم
ورجوتُ منهُ  أن يعيد شبابي
"

حتى أُبادر في الصباح مثابرًا
وقد اصطحبتُ دفاتري وكتابي
"

كي أستمدّ النورَ من مشكاتكم
وأنير حاضرنا مع الطلابِ
"

فهنا شموع العلمِ تحرق نفسها
لتنير دربَ الجاهل المُتصابي
"

بالعلمِ يرقى كل فردٍ جامحٍ
ومقامُه يسمو على الأنسابِ
"

العلم يدحضُ كل فكر خاطئٍ
ويزيل إفكَ المفتري الكذّابِ
"

هيّا نزيل الجهل من أحيائنا
بالعلمِ بالأخلاقِ بالآدابِ
"

فالجهلُ داءٌ كم يُحيلُ أوادمًا
خرفانَ ما تبغي سوى الأعشابِ

"
هذا يقينٌ لا التباس به وهل
يخضرّ في البستانِ عودُ ثقابِ ؟!
"

يا من سألتَ لِما أتيتُ إلى هنا
ها قد أجبنا و استمعتَ جوابي
"

والختم صلوا ياحضور على الحبيبِ
 محمدٍ والآل والأصحاب


***
محمد أحمد الدِّيَم. ٢٠١٨/١١/٢٣م
أُلقيت هذه القصيدة في حفل تكريم الطلاب المتميزين في مدرسة الوحدة - صبر الموادم الذي أُقيم في تاريخ ٢٠١٨/١١/٢٤م

السبت، 17 نوفمبر 2018

إلى من يهمه الأمر - شعر شعبي


إلى من يهمه الأمر

***

بعد الظما والجفاف

وضنى السنين العِجاف

إهمي على الروح وامطر

عهد الجفاف يسحقه

*
قد كان معُه توْسِيلة

من السنين السّمان

ولمّا رأهُم عطِوش

طشّش وقام فَرّقُه

*

ظامئ وروحي مُلَبِّب

من طول هجرك وجدبَك

جمر الظما تَحرِقُه

*

لَمّا ينفنف هثيمك

على فؤادي ويصَحِّي 

يجفف شغافي ويِنْشَف

ويجي الحما يخنُقُه

*

كل ما توذّح وصاح

يقفز يشعبط بظهره 

وإذا هرب يلحَقُه

*

موو ذنب عاشق مُتيّم

هيمان وياما تِألّم

حَلقُه وجُوفه تِقطع

حرّ العطش يَسلُقُه

*

مسكين يرسل إشارات

وآهات من مُهجَتُه

تنذر بِقُرب المخاطر

وين الذي شِــ شفَقُه

*
عائش على طيب ذكراك
مصرور في جعبته
كلما تذكر هواك
بعد الجفا اتنشّقُه
*

إذا رأي في سماك

سحاب فارد جِناحِه

ينهض يفكّ السّواقي

وفرحتُه تسبَقُه

*

وإذا السّحابة نَأت

يجُر نُهدة ويبكي

وبعد البُكا والتناهيد

يرجع يبوس مَرْفُقُه

*

من حين للحب أدمن

ناشد جميع الآوادم

وجالس مُراعي وساهن

ومِنْ غَمَز صَدّقُه

*

مُش قلتلك من زمان

غيث المشاعر شحيح

وما يعرِفُه يا صديقي

إلا الذي يعشَقُه

*

يا ليت وغيثك غزير

شبني لسيلك حواجز

وشعمل لقلبي عُبَر

وما همّني لو دَفر

ولّا السيول تغرِقُه 

*

قلب المولّع بِأسرَك

عطشان ويحلم بِعفوك

وأَنت يا صاح  شَفّــك

تَروِيه أوْ تعتِقُه 

*

القلب ماهوش موتور

صيني يَسوقُه مُطفرن

طالع برون الشريم

كل ما طِفئ نشّقُه

***
محمد أحمد الدِّيَم. ٢٠١٨/١١/١٥م

السبت، 10 نوفمبر 2018

إنكسار


إنكسار

***

لم يعدْ للفردِ قِيمة

كلّ يومٍ يتلقى من أعاديهِ هزيمة

فإذا كانت أليمة

أولمَ الباغي وليمة

لم يظنْ جنّتهُ يومًا جحيمَهْ

بُترت أعضاؤهُ

قُطِّعت أوصالهُ

وهو مازال يُغني

" وحدة الشعبِ العظيمة "

كم ترجّى واستغاث الحاقدين ؟!

كم تمنّى عودة المجد الدفين ؟!

لم يغثهُ من ترجّى !

لم تعد أمجادهُ ...

 حتى لو عادت حليمة !!

ذاب من حرِّ العذاباتِ - تلاشى

قبل ما يلقى غريمه !

فغدا الحلمُ سرابا

وغدا الوعدُ يبابا

هذه عُقبى السياسات العقيمة

***
محمد أحمد الدِّيَم ٢٠١٨/١١/١٠م

الأربعاء، 7 نوفمبر 2018

رحلة في كوكب المشاقر




رحلة في كوكب المشاقر

***

يا من تُزاحمُكَ المقابر

 وسئِمتَ من بأسِ الشوارعِ والعمائر

هيّا معي 

نرقى إلى مثوى المشاقرِ والمزاهرِ 

هيّا معي

نرقى على ظهرِ الغمامِ بلا تذاكر

ونطوفُ من أقصى اليمينِ إلى اليسارِ 
من اليسار إلى اليمينِ
على مداراتٍ على زَندِ السّمَا القِبْلِيِّ أشبهُ بالأساور

وعلى جوانبها ترى قِمَمًا 

مُطرّزةً بأنواعِ المناظر

الحُسنُ مخلوقٌ هُنا,

ويُقيمُ في كنفِ المحبّةِ والتسامحِ والمنى

ولهُ بكوكبنا مشاعر

فإذا أتى الزّوارُ كوكبنا البهيّ وخيّموا

شرعوا بتأديةِ الشعائر 

لا تندهشْ يا صاحبي

لمّا ترى الأغصانَ والأزهارَ في الرّدهاتِ تحتضنُ المشاقر

وترى السّحابةَ فوق ( ذِي مُرّينِ ) تلتحفُ السّنا , 

 وتُلَملِمُ الأنسامَ مُسدِلةِ الظفائر

 وبقُربها سترى هُناك الدّورَ كالبلورِ ,والطّاقاتُ تلمعُ كالجواهر

سلها لتخبر عن خلاصةِ مجدنا ,

تاريخنا

 عن فتيةِ ( المعقابِِ ) عن قصص ( العروسِ ) ,وسلْ إذا أحببت عن بَلس (ِ الموادم )ِ والقبابْ

ارشف ندى الإشراقِ من ثغرِ الضبابْ

واصغِ لِمَا ستقولُ مُرهفةُ المشاعر 

واروِ غليلَ الروحِ من عبقِ الشذابِ ,وفي الأيابْ

لا تنسَ أن تجثو بجوفِ الغارِ في ( دِيَمِ ) المروءةِ والسرائر 

واملأ جِرار الوجد من فيض (ِ العيونِ ),وطُفْ بِنا يا صاح في سفح ( المحاجر )

وامسح غبارَ الرّيبِ من فوقِ الجفونِ فلستُ ساحر

مثوى الجمال هُنا,

 وما لاقيتَ لن تلقاهُ في دِكانِ تاجر

في معرضِ الأزهار والأنوار يَمتزجُ الشّذى بالضّوءِ حتى لا يُغادر

 وبهِ رحيقُ الزّهرِ يُسْكبُ في المحابر

فيُسَطّرُ الشعراء أبياتًا بطعمِ الشّهدِ في مُهجِ الدّفاتر

ذُقْ من ثمارِ الشّعرِ واحدةً فإنّي لستُ شاعر

***
محمد أحمد الدِّيَم ٢٠١٨/١١/٥م

الخميس، 1 نوفمبر 2018

بلا زاد - شعر شعبي


بلا زاد 

***

قولوا لصياد :
سعر المواد قد زاد

كم من فقير أمسى لَغِب بلا زاد

باقي الهوا
 بكرة شـِـ يكون بعداد

ذُرّي الرّماد
واتمشقري بقرماد

سيبي الزباد
واتبخري بصرداد

عشا وزف أما الصبوح معصاد

زلج زمان الغنج والتِّهراد

وغاب السلى
لا عا رجع ولا عاد !

وصار الأسى
مقرون بكل الاعياد

أمسى البلاد
حِجنة بكير حداد !

تعوج بملكاد وتستقيم بملكاد !!

متى الفرج ؟؟
؟
؟
مافيش أي ميعاد !

الشعب سافِئ
بالخطام ينقاد

موو عا يفيد
الدمع والتّنهاد

عنتر أُسِر
وقيّدوه بالاصفاد
ما تنفعه
دمعة بخد شداد

حمّى العناد
تثمر شقا وأحقاد

***
محمد أحمد الدِّيَم ٢٠١٨/١٠/٣١م