تَبَاشِيْرُ الفَجْر
***
كَفْكِفِ الدَّمْعَ فَقَدْ جَاءَ الفَرَجْ
وضَيَاءُ الحَقِّ فِيْ الكَوْنِ انْبَلَجْ
إنّ عُمْرَ العُسْرِ مَحْدُوْدٌ فَمَا
ضَاقَ حَالُ المَرْءِ إلَّا وَانْفَرَجْ
هَا هُوَ الفَجْرُ أتَى يَمْحِي الدُّجَى
وَظَلَامُ اللَّيْلِ بِالنّوْرِ امْتَزَجْ
عَايِنِ الأُفْقَ تَجِدْ كَفَّ السَّنَا
يَرْفَعُ السِّتْرَ بِإشْعَاعٍ أَزَجْ
مُمْعِنٌ فِي رَفْعِهِ مِنْذُ بَدَا
مَا يَمُرُّ الوَقْتُ إلَّا وَانْبَعَجْ
وَنَسِيْمُ الصُّبْحِ يَدْنُوْ مِنَّنَا
يَحْمِلُ البُشْرَى فَتَرْتَاحُ المُهَجْ
دَغْدَغَ الإحْسَاسَ بِشْرًا بَعْدَمَا
طِيبُهُ الفَوّاحُ فِيْ الرُّوْحِ دَلَجْ
وَمَضَىْ يُخْبِرُ قَلْبِيْ هَامِسًا
وَيَصِيْخُ السَّمْعَ للْهَمْسِ الوَدَجْ
لا يَهِمُّ النّوْرُ لَوْ غَشَّى الدُّنَا
بَعْدَ إِظْلَامٍ إِذَا اللَّيْلُ انْزَعَجْ
ابْلِغُوْا العُتْمَةَ عَنَّا وَالظَّنَى
مَا عَلَى الإِصْبَاحِ يَوْمًا مِنْ حَرَجْ
لِلضِّيَا فِيْ الكَوْنِ سِحْرٌ آخِذٌ
وَلَهُ فِيْ مُهْجَةِ النَّاسِ وَهَجْ
كَمْ أَشَاعَ الصُّبْحُ أَطْيَافَ المُنَى
وَلَكَمْ ثَوْبٍ مِنَ النّوْرِ نَسَجْ
وحَزِيْنٌ كَحَّلَ الطَّرْفَ بِهِ
فَأُزِيْلَ الحُزْنُ عَنْهُ وَابْتَهَجْ
فَخُيُوْطُ الضَّوْءِ مَهْمَا خَفَتَتْ
تَكْشِفُ الظَّلْمَا وَإِنْ كَانَتْ لُجَجْ
كُلّ إِفْكٍ واقعٌ مَهْمَا عَلَا
فَغُرُوْرَ الإفْكِ تُرْدِيْهِ الحُجَجْ
لَنْ يَدُوْمَ الجُوْرُ فِيْ أَرْضِ الإِبَا
لَا وَلَنْ تَبْقَى حَمَاقَاتُ الهَمَجْ
***
شعر: محمد أحمد الدِّيَم