الجمعة، 10 ديسمبر 2021



الفجر المنتظر

***
لماذا لا تُصَارِحُها 

بأنَّ الليلَ قد يَمتدْ؟! 

وأنّا في دَياجِيهِ

على وعدٍ مع كفٍّ إلى أفواهِنا تمتَدْ

وأنّ الصّبحَ عن آفاقِنا أبعَدْ

فما زالت ليالينا بِهِ حُبلَى

ولا ندري متى تُولَدْ

فيمضي العُمْرُ بحثًا في كِتابِ البؤسِ

عن نُورٍ

وعن فَرحٍ 

وبحثًا عن غدٍ أسعدْ

لماذا لا تقولُ لها: 

بأنّ الأفقَ في أوطانِنا مُنسدْ

فلا تستغربي

إن كانتِ الزّفراتُ 

والكلماتُ

والضّحكاتُ بالأسودْ

قرونًا ـ نَدرُسُ التّاريخَ والآدابَ

في القاعاتِ في الكُتّابِ 

لم نحفظْ سوى أَبْ جَدْ

ولم نهتمْ بِحاضرِنا 

لِنصنعَ فجرَنا المنشودَ من ليلِ الدّجى
 المُمتدْ 

ولم نُتقنْ مهاراتٍ تصيّرُ عُسرنا أرغدْ

فلم نُتقنْ 

سوى التّنظيرِ

والتّغريرِ

والتّصفِيقِ للوالي إذا أزبدْ

وأتقنّا فنونَ القتلِ والتّدميرَ للأوطانِ

للإنسانِ

للأذهانِ

للمعبدْ 

كما أنّا نجيد الرّقصِ فوقَ حُطامِنا المُنهدْ

صَعدنا فوقَ تَلٍّ من جماجمِنا 

وبعد بلوغِ ذروتِهِ

وجدنا أنّنا نهوِي ولم نصعدْ

لذا سنظلّ في جوفِ الدُّجى نَهوِي

لإنّا لم نرانرَ المِصعَدْ

نعيشُ معيشةً ضَنكًا

فلم نَهنا ولم نُحْسَدْ

فأرشَدُنا بلا رُشدٍ

وجاهلُنا هو الأرشدْ 
***
محمد أحمد الدِّيَم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق